إحجز موعد مع الدكتور عمرو رشيد إضغط هنا
تصلب شرايين القلب
ان مرض تصلب شرايين القلب، هو عبارة عن مرض يصيب اغلب الشرايين في الجسد، و من اهم هذه الشرايين هي شرايين القلب و الشرايين السباتية المغذية للدماغ. و كذلك قد يصيب شرايين الأطراف السفلية، الشريان الابهر و شرايين الكلى. ولكن نختص بالذكر ان هذا المرض لا يصيب شرايين الذراعين او الشرايين المغذية للأحشاء بشكل عام.
يحدث هذا المرض عندما تبدا الجزيئات الدهنية الضارة بالدخول بين خلايا الشرايين و تترسب في جدار الشريان مؤدية الى حدوث تضيق في جوف الشريان و نقص تروية الدم الى العضو في حال حدوث التضيقات الشديدة. قد يصاحب هذا الترسب الدهني في كثير من الحالات حدوث عملية أكسدة و ترسب مواد كلسية ايضا موديةً الى حدوث تكلسات على جدار الشرايين.
من المهم الذكر، ان حالة الشرايين الطبيعية هي حالة فسيولوجية يحدث في تمدد للشرايين و تقلُّص. فعلى سبيل المثال، ان كان الجسد في حالة رياضة مثل الجري و اي نوع من الرياضة، تتمدد هذه الشرايين لتزيد من تدفق الدم الى العضلات العاملة، و ايضا الى عضلة القلب و الدماغ، و تتقلص شرايين الجلد و الأمعاء في هذه الفترة لتوجيه كمية اكبر من الدم و الأكسجين الى العضلات. و لكن بعد حدوث ترسب المواد الدهنية و الكلسية الضارة داخل جدار الشريان، تفقد هذا الشرايين المريضة خاصيتها الفسيولوجية في التمدد و التقلص و تصبح متصلبة، و بذلك تم تسميتها بمرض تصلب الشرايين.
في حالة فقدان مرونة الشريان و خاصية التمدد و التقلص، يقل تدفق الدم الى العضو المصاب، و تظهر الاعراض بشكل مميز عند اجراء المجهود الرياضي مثل المشي السريع او الطويل او صعود الدرج، حيث لا يحدث تمدد للشريان المصاب، فلا يزداد تدفق الدم الى العضو المُغذى من قبل الشريان، فلا يصل الأكسجين و المواد الغذائية اللازمة مُحدثةً الم او اعراض اخرى.
ان في حال حدوث التضيقات الخفيفة و التي تكون اقل من ٦٠٪ من قطر الشريان، فان سرعة تدفق الدم داخل الشريان تزداد لتعويض اي نقصان في تدفق الدم، و لكن عند ازدياد نسبة هذه التضيقات الى ٧٠٪ او اكثر، فان قدرة الشريان على التمدد و نقل الدم تقل بشكل ملحوظ و تظهراعراض نقص التروية جلية على العضو المصاب.
Contents
اسباب حدوث مرض تصلب شرايين القلب
من المعروف ان مرض تصلب الشرايين هو احد الأمراض التي تحدث مع تقدم العُمر و كبر السن، وكلما تقدَّم عمر الانسان زيادة فرصة حدوث مرض تصلب شرايين القلب، و لكن قد تبدأ مراحل المرض الأولية في عُمر الشباب الأصغر سنا، ونشير بالذكر انه لا يوجد سبب معين لحدوث مرض تصلب الشرايين، و لكن هناك عوامل خطورة مساعدة لحدوث هذه الترسبات الضارة نذكر منها ما يلي:
- وجود مرض السكري، حيث أشارة الدراسات ان وجود هذا السكري يودي الى تغيرات كثيرة في خلايا الشرايين و كذلك بتأثيره على معدلات الدهون الضارة داخل الجسد موديا الى حدوث مرض تصلب الشرايين بشكل اسرع.
- ارتفاع ضغط الدم، حيث ان زيادة التوتر الشرياني داخل جدار الشريان يزيد من نسبة اهتراء خلايا الشرايين مساعدا في ترسب المواد الدهنية الضارة بشكل اسرع.
- قصور الكلى المزمن و ارتفاع معدلات المواد السمية داخل الدم، و تزداد خطورة هذه الحالة على الشرايين بتقدم الحالة، فتصبح اكثر تاثيرا لمن يُعَالَجون عبر غسيل الكلى.
- تدخين التبغ، حيث ان المواد ذات السمية العالية تعمل على تغير مواصفات الدهون و معدلاتها و كذلك تودي الى تلف خلايا الشرايين مدية الى زيادة سرعة حدوث و تطور تصلب شرايين القلب.
- ارتفاع معدلات الكوليسترول الضارة الوراثية، و هي احد اهم عوامل حدوث الجلطات القلبية و الشريانية بشكل عام حيث تودي هذه المعدلات العالية ليس فقط الى حدوث الترسبات الدهنية الضارة داخل جدار الشريان، و انما أيضا الى زيادة لزوجة الدم حيث يصبح جريان الدم متباطئا في بعض الشرايين موديا الى حدوث خثرة دموية.
- قلة الرياضة و عدم الحركة، حيث يقل تسارع الدورة الدموية مع قلة الحركة مودية الى ترسب المواد الدهنية الضارة بشكل اسهل و خلال فترة زمنية قليلة.
- وجود السمنة المفرطة و زيادة تاثيرها على الشرايين و القلب و الصحة بشكل عام.
- تناول المأكولات الغذائية الضارة من كربوهيدرات و نشويات كما هي متواجدة في المعجنات و الحلويات المُقطرة و الاجبان و غيرها و التي تودي الى ارتفاع معدلات الدهون الضارة.
- زيادة معدلات التوتر العصبي و الانفعالات النفسية الشديدة.
الكشف عن مرض تصلب شرايين القلب و التشخيص
قد ذكرنا ان تصلب الشرايين هو مرض ينتج عن ترسب المواد الدهنية الضارة داخل جدار الشريان، الا ان هذه التغيرات تحدث على مدار سنين طويلة قد يصعب على الطبيب تشخيصها في المراحل الأولى او المتوسطة لها. لذلك نلجأ لدراسة عوامل خاصة للكشف عن احتمالية وجود حالة تصلب شرايين القلب من خلال بعض الفحوصات السريرية و المخبرية في البداية. من هذه الفحوصات التي قد تقودنا الى الكشف عن تصلب الشرايين نذكر منها ما يلي:
- الكشف عن وجود مرض الضغط و تشخيصه بشكل صحيح داخل العيادة.
- الكشف عن وجود أي علامات لارتفاع الدهون الضارة و التي تظهر على الجلد على شكل ترسبات دهنية في مناطق الجفن، او خلق مفصل المرفق (الكوع) او على الركبة.
- اجراء فحص السكري للكشف عن وجود مرض السكري المساعد الأكبر لحدوث مرض تصلب الشرايين.
- فحص دهنيات الدم و الكشف عن وجود أي اعتلالات وراثية قد تودي الى زيادة ترسب الدهون بشكل متسارع. يمكنك قرائة المزيد عن هذا الموضوع بقرائة مقال أمراض دهنيات الدم.
- اجراء تخطيط القلب للكشف عن وجود أي اعتلال يشير الى وجود أي جلطات سابقة.
- إجراء فحص صدى القلب الصوتي (الايكو) و الذي قد يشير الى وجود أي اعتلالات في حركة جدران العضلة القلبية الناجم من أي انسداد شرياني. و كذلك يساعد هذا الفحص في الكشف عن وجود أي تكلسات على الصمامات القلبية التي قد تشير الى وجود تكلسات على جدار الشرايين.
- اجراء فحص الجهد الكامل و على الوجه الأمثل، و هو من اهم الفحوصات التي تساعد في الكشف الصحيح عن وجود مرض تصلب الشرايين و بالاخص القلبية منها ان تم إجرائه بشكل صحيح، و هذا ما نتميز به في عيادتنا، العيادة المتخصصة لرعاية القلب، الدكتور عمرو رشيد، حيث نقوم بإجراء الفحص بشكل كامل و دقيق، مع دراسة جميع التغيرات التي قد تشير الى وجود تصلب شرايين القلب. ان إعطاء النتائج الكاملة من خلال هذا الفحص هو ما يميز التشخيص الصحيح لدى طبيب القلب للقيام باي اجرائات طبية أخرى من عدم القيام بها لتخفيض التكلفة الزائدة على المريض دون دواعي.
أما تشخيص مرض تصلب شرايين القلب، فان ذلك يتم عبر عدة وسائل نذكر منها ما يلي:
- اجراء القسطرة التشخيصية، سواء منها القلبية، او قسطرة الشرايين السباتية (العنقية)، او قسطرة شرايين الأطراف.
- إجراء صورة طبقية محورية للشرايين القلبية او السباتية او الأطراف او للأبهر.
- اجراء صورة رنين مغناطيسي خاصة للكشف عن انسدادات شريانية في الأطراف او الدماغ.
اعراض تصلب شرايين القلب
تعتمد ظهور اعراض تصلب الشرايين على عدة عوامل، من اهم هذه العوامل هي شدة التضيق المتواجد في الشريان و على سرعة حدوث هذا التضيق. فنذكر انه اذا حدث هناك تضيق او انسداد تام مفاجئ في الشريان تحدث الاعراض شديدة و سريعة و قد تكون خطيرة جدا على حسب العضو المصاب. اما اذا حدث التضيق بشكل تدريجي، فذلك يعطي فرصة لبناء شرايين دقيقة فرعية تعمل كتحويلة لجريان الدم حول التضيق لتغذية العضو المصاب كحماية من الانسداد الكامل للشريان، الا ان هذه الشرايين الصغيرة تقوم بتزويد ٥٠٪ فقط من الدم، ولا تزيد من تدفق الدم الى العضو المصاب اذا زاد الجهد العملي عليه. ولذلك فان حدوث الانسداد المفاجئ في هذه الشرايين يودي الى اخف اعراض و اقل خطورة من انسداد الشريان السليم و غير المريض، حيث انه لا توجد هذه الشرايين الصغيرة في الشرايين السليمة او الأقل تضيقا من ٦٠٪. و هذا أيضا ما يفسر سبب الموت المفاجئ من الجلطات لدى الشباب و تحمل هذه الجلطات لدى الأكبر سنا.
ننوه ان اعراض تصلب الشرايين تظهر بشكل جلي عند المجهود، فعند زيادة المجهود المبذول من قبل العضو المصاب، يتم زيادة تدفق الدم اليه لتزويده بكمية اكبر من الأكسجين و المواد الغذائية، ولكن عند وجود تضيق يزيد عن ٦٠٪، تقل قوة ضخ الدم الى العضو و تظهر الاعراض بشكل واضح. اما ظهور الاعراض في الراحة فذلك يدل على وجود تضيقات تزيد عن ٨٥-٩٠٪ و يجب علاج هذه الحالات داخل المستشفى.
عوامل اخرى لأعراض تصلب شرايين القلب
من العوامل الأخرى التي تؤثر على ظهور الاعراض هو وجود فقر في الدم. حيث ان الاعراض قد تظهر بشكل اسرع و بشدة اكبر في حالات وجود ضعف في قوة الدم، بالاخص ان كانت قوة الدم اقل من ١٠ ملغ. و كلما زاد فقر الدم، كلما زادة شدة الاعراض. و قد تظهر هذه الاعراض حتى و لو كان التضيق في الشريان اقل من ٦٠٪. ننوه أيضا ان اعراض نقص التروية قد تظهر في حالات فقر الدم الشديد ان كانت في معدلات اقل من ٧ ملغ حتى ولو كانت الشرايين سليمة.
اما العوامل الأخرى التي تعتمد عليها الاعراض هي مكان العضو المصاب. فنذكر من هذه الاعراض ما يلي:
- تصلب شرايين القلب: تودي الى الشعور بالم في الصدر مع الجهد، قد يُشعر بآلام أيضا في الذراع اليسرى او عميق في الحلق. قد يودي أيضا تصلب شرايين القلب الى الذبحة الصدرية و الجلطة القلبية ان لم يعالج جيدا. من الاعراض الأخرى هو الشعور بضيق التنفس و بالاخص مع المجهود. و كذلك الشعور بالخفقان الشديد في بعض الأحيان. من اعراض الذبحة الصدرية أيضا هو حدوث تعرق شديد مصاحب للألم. قد يشعر المريض أيضا بالم في المعدة مصاحب لغثيان ان أكان الجدار السفلي للقلب هو المتأثر من تصلب الشرايين.
- تصلب شرايين الأطراف و الساق: و فيها يشعر المريض بوجود الم في الساق او الفخذ اثناء المشي، و مع زيادة التصلب قد يشعر المريض بخدران في القدمين مع تغير لون الجلد الى الشحوب ثم الى الازرقاق مصاحب لتساقط شعر الساقين. ان لم تعالج هذه الحالة في بدايتها فقد تنتهي بحدوث الغرغرينا كما هو الحال لدى مرضى السكري.
- تصلب الشرايين السباتية (الدماغية): و قد تودي الى تضيقات شديدة في الشرايين المغذية للدماغ محدثة الشعور بالدوخة الشديدة او الإغماء ناتجة من نقص التروية المفاجئ. و قد تودي هذه التسللات الى حدوث جلطات دماغية متكررة و يجب علاجها.
- تصلب شرايين الكل: و تودي ذلك الى ارتفاع الضغط المزمن الذي لا ينجح علاجه دوائيا، و كذلك الى قصور في وظائف الكلى.
علاج مرض تصلب الشرايين
هناك عدة آليات لعلاج مرض تصلب الشرايين، منها ما هو وقائي، و منها دوائي، و اخر عبر فتح الشرايين المتضيقة اما عبر الفتح بالبالونات و الشبكات و اما جراحيا عبر زرع تحويلات شريانية رئيسية، و سنتحدث عن جميع هذه الآليات بإيجاز ان شاء الله.
الوقاية من تصلب الشرايين
كما ذكرنا في مقالنا ان لحدوث تصلب الشرايين عوامل خطورة مساعدة كثيرة في ترسب المواد الدهنية و الكلسية داخل جدار الشريان، فإذا أمكن لنا علاج هذه العوامل نكون بذلك حققنا الوقاية اللزمة. ننصح المريض دائما بالالتزام بالتعليمات التالية للوقاية الجيدة من مرض تصلب الشرايين.
- ممارسة الرياضة الدائمة و المستمرة: حيث اثبتت الدراسات العالمية ان اهم عامل وقائي فعال دون حدوث او تطور مرض تصلب الشرايين هو ممارسة الرياضة شبه اليومية و الصحية. حيث ان الرياضة ذات المجهود العالي تعمل على استخدام الدهون و الأحماض الدهنية كمصادر إضافية للطاقة و ليس فقط لى الجلوكوز، و بذلك تقل نسبة الشحوم الضارة و المتكدسة و ينخفض الوزن بشكل مثالي مساعدا في تحسين معدلات الدهون و السكر و الضغط.
- علاج مرض السكري على الوجه الأمثل مع المحافظة على معدلات تراكمي اقل من ٧٪. و للحصول على هذه المعدلات يجب على المريض التقليل من تناول النشويات و الكربوهيدرات المتوافرة بكثرة في الأرز و الخبز و الحلويات مع ممارسة الرياضة المستمرة، حيث انها تسهل من عملية دخول السكر داخل الخلايا و التقليل من مقاومة الخلايا للانسولين.
- علاج مرض الضغط على الوجه الأمثل و المحافظة على معدلات اقل من ١٤٠/٩٠ و الأفضل ان تكون اقل من ١٣٥/٨٥. و بذلك تقل خطورة اهتراء الخلايا الشريانية من الضغط العالي، فتقل احتمالية ترسب المواد الدهنية الضارة داخل الخلايا الغير صحية.
- علاج أمراض الكلى و الحفاظ على شرب معدلات جيدة من الماء الصافي اليومي.
- الإقلاع عن التدخين بجميع اشكاله لما فيه مضار وخيمة على الجسد و الشرايين.
- التقليل من تناول الغذاء الغني بالنشويات و الكربوهيدرات المتواجدة بكثرة في الخبز و الأرز و الحلويات المُقطَّرة و الاجبان و المكسرات و المعجنات و المعكرونة و الإكثار من تناول اللحوم و الأسماك و الفاكهة و الخضار بشكل عام.
العلاج الدوائي لمرض تصلب شرايين القلب
يتسأل الكثير من الناس عن علاج دوائي يعمل على تنظيف الشرايين من ترسب المواد الدهنية و الكلسية من جدار الشرايين، و يلجأ أيضا قسم اخر منهم للعلاج بالأعشاب كمحاولة لتنظيف الشرايين، و لكن نوكد هنا انه لا يوجد علاج دوائي او أعشاب يعمل على إزالة الدهون المتراكمة في بطانة الشرايين المريضة، و عليه فان ألية العلاج الدوائية هي عبارة عن وسيلة لتأخير تقدُّم المرض فقط و ليس بالضرورة إيقاف و منع حدوث المرض.
و كما ذكرنا في الية حدوث مرض التصلب بتراكم الجزيئات الدهنية الضارة، فتكون آلية العلاج الدوائي بالتقليل من هذه الجزيئات الضارة، و عليه فان العلاجات الوحيدة الفعالة في هذه العملية هي خافضات الدهون. ولكن هناك بعض الخاصيات التي يجب على المريض فهمها اثناء تناول هذه العلاجات. يقوم الكثير من الأطباء و المرضى أيضا بمتابعة معدلات الدهون عبر اجراء الفحص المخبري، فان كانت المعدلات مرتفعة يعمد الطبيب على إعطاء العلاج لخفض هذه المعدلات و يصبح المريض يتابع ارقام دون فهم الفائدة المرجوة من العلاج و التي سأتطرق اليها هنا.
ان الجزيئات الدهنية التي تسير في مجرى الدم هي مختلفة الأحجام، فمنها ما هو كبير الحجم الذي لا يستطيع المرور بين مسامات الخلايا، و منها ما هو صغير الحجم الذي يستطيع المرور بين مسامات الخلايا الشريانية و يترسب داخلها محدثا مرض التصلب. و من هنا نفهم ان علاج تصلب الشرايين و الوقاية منه بشكل أساسي يجب ان تكون على المحافظة على كبر حجم هذه الجزيئات حتى لا تتم عملية الترسب داخل الشرايين. اثبتت الدراسات ان جميع عوامل الخطورة من التدخين و السكري و الضغط و ارتفاع الدهون الوراثية، جميعها تكون فيها حجم الجزيئات الدهنية صغيرة و تزيد من سرعة ترسبها داخل جدار الشريان.
تعمد علاجات الدهون الحديثة و الجيدة منها على تكبير حازم الجزيئ الدهني و بذلك لا يجب على الطبيب او المريض الاعتماد الكلي على معدلات الدهون في الدم عند المباشرة بإعطاء علاجات الدهون. خافضات الدهون متنوعة و منها ما يعمل على الدهون الضارة LDL و منها على الشحوم الثلاثية و غيرها، و يجب على الطبيب اقتناء العلاج المناسب لكل حالة على حدا.
فتح الشرايين المتضيقة عبر الشبكات
في حالات التضيق الشديد الذي يزيد عن ٦٠٪ و المودي الى اعراض والذي يتم تشخيصه عبر القسطرة او الصور الطبقية او الرنين كما ذكرنا، فيمكن في هذه الحالات فتح هذه الشرايين عبر تركيب شبكات و دعامات على جدار الشريان، تقوم على فتحه بشكل جيد لتدفق الدم عبره بشكل سليم. يمكن علاج الكثير من التضيقات عبر هذه الآلية، منها تضيقات شرايين القلب او الشرايين السباتية (الدماغية) او شرايين الحوض او شرايين الفخذ. اما شرايين الساق و القدم فيمكن علاجها فقط عبر بالونات مغلفة ولا تفيد الشبكات في هذه الأماكن نهائيا.
سميت الشبكات او الدعامات بهذا المصطلح لانها مكونة من اسلاك معدنية رفيعة جدا، مترابطة مع بعضها البعض مشكلة شبكة من الأسلاك تسمح لمرور الدم من خلالها الى الشرايين الفرعية الصادرة من الشريان الرئيسي المتضيق، و انها كذلك تدعم الجدار الشرياني من التضيق مرة أخرى بعد فتحه بالبالون.
يجب التنبيه هنا انه يجب ان يكون التضيق موديا الى اعراض حتى يتم علاجه بهذه الآلية، بحيث انه ان لم يكن موديا الى اعراض فلا يجب علاج هذا التضيق عبر تركيب الشبكات او النفخ في البالونات و يمكن تركه على علاج دوائي فقط الا اذا كان هذا الشريان متضيق بشكل شديد في أماكن قد تشكل خطورة على الحياة مثل الشريان الجذعي القلبي او بدايات الشرايين الرئيسة في القلب او شرايين العنق او شرايين الحوض. لا يمكن للمريض التميز بين أهمية امكان هذه الانسدادات و متى يجب علاجها او تركها، و لكن على الطبيب ان يتحلى بالمصداقية العالية و الحكم الطبية العالية لمعرفة متى يجب فتح الشريان او تركه على علاج دوائي، و نسال الله ان يجعلنا منهم باذنه.
بعد تركيب الشبكة في الشريان، تنموا هناك خلايا جديدة على سطح الشريان فتصبح الشبكة جزء من جدار الشريان بعد مرور عام تقريبا من تركيبها، و بالتالي تكون هذه المنطقة معرضة مرة أخرى لعملية تصلب الشرايين و قد يحدث تصلب و تضيق داخل الشبكة. العامل الأهم الذي يقلل من حدوث هذه التضيقات على جدار الشبكة و الشريان هو تركيب الشبكة بشكل صحيح و نفخها جيدا لاصاقها بشكل حيد على جدار الشريان. و نتميز نحن بوجود معدلات ممتازة لبقاء الشبكات سليمة دون حدوث تضيقات لمرضانا اثناء علاجهم.
علاج الشرايين المتضيقة و المسدودة عبر زراعة تحويلات شريانية
في بعض حالات تصلب الشرايين، تكون هناك انسدادات كاملة في الشرايين او وجود تعرجات و تكلسات شديدة قد تعقد عملية تركيب الشبكات لفتح الشرايين، في هذه الحالات يعمد الأطباء المختصون على تزويد العضو المصاب بقلة التروية عبر زراعة تحويلات شريانية و ربطها على نفس الشريان المصاب متجاوزا منطقة التضيق او التسكير.
نشير بالذكر ان هذا الاجراء هو الأفضل للمرضى الذين يعانون من تضيقات شديدة متعددة في شرايين القلب الامر الذي قد يستدعي الى تركيب عدك شبكات قلبية. ففي هذه الحالة يتم اجراء زراعات شريانين و التي تعطي نتائج افضل من الشرايين مع بقاء تروية جيدة للشرايين على مدار زمني أطول.
يتم أخذ الشرايين المزروعة من نفس جسم المريض، حيث يتم استخدام شرايين الثديين لعمل هذه التحويلات او نادرا احد شرياني الذراع اليسرى حيث ان هذه الشرايين لا يصيبها مرض تصلب الشرايين كما ذكرنا في بداية مقالنا، او يتم أخذ الوريد الفخذي كتحويلة شريانية.
اقرأ عن عملية القلب المفتوح.
إحجز موعد مع الدكتور عمرو رشيد إضغط هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الدكتور عمرو رشيد
أخصائي أمراض القلب و الشرايين
أخصائي قسطرة الأوعية الدموية و الشبكات
هاتف: ٠٧٧٥٦٦١٠٠٦ / ٠٦٥٦٦١٠٠٦