fbpx

الصمامات القلبية الحديثة و تركيبها عبر القسطرة القلبية

إحجز موعد مع الدكتور عمرو رشيد إضغط هنا

دكتور عمرو رشيد

 

الصمامات القلبية الحديثة و تركيبها عبر القسطرة القلبية

الصمامات القلبية هي عبارة عن وريقات نسيجية رفيعة السماكة، تفصل بين الحجرات القلبية البطينية و الأذينية و بين البطينات و الشرايين الرئيسيّة الخارجة من القلب مثل الابهر و الشريان الرئوي. لقد تحدثت في مقال أخر عن هذه الصمامات القلبية و عن أمراضها (إقرأ الصمامات القلبية و أمراضها) و سأتحدث بإيجاز شديد عنها عبر مقالي هذا.

 

هناك اربع صمامات قلبية، و هم الصمام التاجي، الابهر، الثلاثي و الرئوي. تعمل هذه الصمامات كبوابة بين الحجرات القلبية و الشرايين حيث تهدف و تقود سريان مجرى الدم عبر الحجرات في اتجاه واحد عند فتحها و منع رجوع الدم (او التهريب) عبره عند اغلاقها.

 

Contents

تتلخص أمراض الصمامات القلبية بنوعين رئيسيين، و هما:

 

  1. أمراض تؤدي الى تضيق في الصمام.
  2. أمراض تؤدي الى تهريب دم (أو ارتجاع دم) عبر الصمام.

 

و كما ذكرت في مقال أمراض صمامات القلب، فان هذه الحالات لا تودي الى اعراض الا اذا كان التضيق او التهريب شديدين فقط. و حين ظهور هذه الاعراض و دراسة تاثير المرض الشديد الناتج من الصمام على عضلة القلب، يبدأ التفكير بالحلول الجذرية لهذه المشاكل الصحية.

 

ان علاج أمراض صمامات القلب في جميع حالاته هو علاج تداخلي، أي عبر اجراء عمليات قلبية لتبديل الصمام و زراعة الصمام، و لا يوجد دور فعال للعلاج الدوائي في هذه الحالات. و ظهرت في الآونة الأخيرة طرق حديثة لعلاج هذه الصمامات عبر اجراء القسطرة التداخلي و التي سأتحدث عنها في مقالي.

أنواع العلاجات التداخلية :

 

 

العلاجات التداخلية التي نعمد من خلالها الى علاج أمراض صمامات القلب هي نوعان:

 

  1. اجراء عملية القلب المفتوح لتبديل الصمام المتضرر او ترميم الصمام المريض. و من خلال هذا الاجراء يتم تركيب اما صمام معدني و إما صمام نسيجي.
  2. اجراء تركيب صمام قلبي عبر القسطرة القلبية، او اجراء ترميم للصمام المهرب للدم عبر تركيب ما يسمى بالمشابك التاجية (mitral clips).

 

تحدثنا عن عملية القلب المفتوح عبر مقال خاص على موقعنا، و تتطرَّقنا من خلال هذا المقال عن التحدث عن تركيب الصمامات و ترميمها عبر القسطرة القلبية.

 

الصمامات القلبية

صورة تظهر العلاج التداخلي وتركيب صمام ابهري عبر القسطرة القلبية

تعريف القسطرة القلبية :

 

القسطرة القلبية هي عبارة عن اجراء تداخلي يتم من خلاله ادخال اسلاك رفيعة تحمل انابيب دقيقة وصولا الى القلب حيث يتم حقن كمية قليلة من الصبغة داخل الشريان ليتم تصويره عبر الأشعة السينية.

 

تحدثت في مقال آخر على موقعي الالكتروني عن القسطرة القلبية و أنواعها (اقرأ عن القسطرة القلبية) ، و ان القسطرة القلبية قد تكون شريانية او وريدية، و قد تكون تشخيصية او علاجية، و ان اكثر ما يتم إجرائه هو القسطرة الشريانية و التي من خلالها نستطيع تصوير أي شرايين في الجسد مثل شرايين القلب، او الشرايين السباتية، او شرايين الكلى و الأطراف او تصوير الشريان الابهر.

 

يتم اجراء القسطرة القلبية اما عبر شريان الرسغ او عبر الشريان الفخذي، حيث يتم ادخال أنبوب خاص في مجرى الشريان (و الذي يدعى بالغِمد) و الذي يكون الطريق المُمَهِد لدخول الأسلاك و الأنابيب الرفيعة. تمر هذه الأسلاك من خلال الشريان الابهر وصولا الى االقلب او الى الشريان المعني فحصه.

 

يتم من خلال هذه الاجراء أيضا تمرير الشبكات القلبية و الصمامات القلبية الحديثة محمولةً على الأسلاك و مضيا عبر الشريان الابهر وصولا الى المنطقة المراد علاجها.

 

انواع القسطرة القلبية العلاجية التي يتم اجرائها للصمامات :

 

و هي ثلاث أنواع علاجية و هم:

  1. علاج الصمام الابهر عبر تركيب صمام ابهري صناعي (TAVI or TAVR)
  2. علاج الصمام التاجي عبر تركيب صمام تاجي صناعي (TMVR or TMVI)
  3. علاج تهريب الصمام التاجي عبر تركيب المشابك التاجية (Mitral Clips)

 

سيتم شرح كل حالة من هؤلاء العلاجات على حِدى عبر مقالي هذا

 

 

من هم المرضى الذين يجب اجراء لهم علاج الصمامات عبر القسطرة عوضا عن اجراء عملية القلب المفتوح؟

 

في الماضي القريب، كان العلاج الوحيد لصمامات القلب هو عبر اجراء عملية قلب مفتوح يتم من خلالها نزع الصمام الأصلي للمريض و تركيب اما صمام معدني او صمام نسيجي في مكان الصمام المُزال، الا ان هذا الاجراء يحمل بعض الخطورة العالية و التي يتم رفض اجراء العملية لبعض الأشخاص. و من العوامل التي تزيد من خطورة اجراء عملية القلب المفتوح نذكر منها ما يلي:

  1. تقدم السن لأكثر من ٦٠ عام
  2. وجود ضعف في عضلة القلب
  3. وجود قصور في عمل الكلى
  4. وجودعملية قلب مفتوح سابقة لشرايين القلب
  5. زراعة صمام معدني او نسيجي سابق
  6. وجود أمراض رئوية متقدمة
  7. وجود جلطات دماغية سابقة او خثرات عابرة

 

و كلما زاد و جود عدد عوامل الخطورة كلما كان اجراء عملية القلب المفتوح اخطر. و من هُنا ظهرت البدائل لإجراء عمليات زراعة صمام في سبل أخرى غير القلب المفتوح عبر اجراء القسطرة التداخلية العلاجية.

 

في بداية ظهور الصمامات البديلة عبر القسطرة التداخلية، كان يتم هذا الاجراء فقط للمرضى الذين يعانون من عوامل خطورة متوسطة الى عالية، الا و انه في الآونة الأخيرة، و بعد انتشار استخدام هذه الصمامات و مقارناتها بالصمامات المعدنية القلبية لمن تم تركيبها لهم عبر القلب المفتوح، أتاح العلم الحديث إمكانية تركيب هذه الصمامات عبر القسطرة العلاجية لجميع مرضى الصمام الأبهري بغض النظر عن عوامل الخطورة، مع بقاء التحفظ لهذه العاومل عند تركيب الصمام التاجي او القصاصات التاجية Mitral Clips.

 

 

 

الفرق بين تركيب الصمامات عبر القسطرة و تركيب الصمام عبر القلب المفتوح :

بدأ تركيب الصمام الأبهري عبر القسطرة القلبية في عام ٢٠٠٤، و كان الهدف من هذا الاجراء هو تركيب الصمام باقل مضاعفات ممكنة و التي قد تحدث خلال الاجراء الجراحي، و من هذه الأمور و المضاعفات نذكر منها حدوث نزيف حاد، وجود تهريب عبر الصمام المزروع، و تعرض القلب لفترة أطول من انقطاع الدم عن القلب اثناء القلب المفتوح الأمر الذي يؤدي الى حدوث ضعف في عضلة القلب بعد اجراء العملية.

 

أمكن تركيب الصمام عبر القسطرة الحد من هذه المضاعفات المذكورة، ناهيك عن عدم اللجوء الى الشق الصدري و الذي يودي الى طول فترة المعافاة و الشفاء و ما يصاحبها من ألم او التهاب في مكان الجرح الصدري. و بالتالي أصبحت فترة المعافاة أقصر مع عودة الصمام الى عمله بشكل طبيعي خلال فترة سريعة جدا و خروج المريض من المشفى و عودته الى حياته الطبيعية بشكل اسرع من القسطرة القلبية.

 

كما يلزم المريض الذي تم تركيب الصمام المعدني له إعطاء المميعات الخاصة للدم و أهمها علاج الوارفارين و لمدى الحياة، و ذلك لمنع حدوث الخثرات الدموية على الصمام. و في الأشهر القليلة الأولى أيضا من تركيب الصمام النسيجي، يحتاج هؤلاء المرضى علاج الوارفارين لمنع الخثرات.

 

الا انه بعد تركيب الصمام او القصاصات التاجية عبر القسطرة، فلا يلزم تناول علاج المميع الوارفارين، و يكتفي المريض بعلاجات مضادات الصفائح و الاسبرين و التي لا تودي الى مضاعفات النزيف كما هو الحال مع علاج الوارفارين و الذي يجب متابعة فحص التميع الخاص له INR و بشكل دوري.

 

اشارت الدراسات الحديثة الى ان معدلات نجاح تركيب الصمام عبر القسطرة القلبية هي عالية و ان المضاعفات الناتجة عنها اثناء الاجراء هي اقل من مضاعفات القلب المفتوح كما ذكرت سابقاً، الا و انه يجب الذكر ان هناك معدلات اعلى نسبيا لحدوث الجلطات الدماغية مع القسطرة القلبية مقارنة مع عملية القلب المفتوح.

إحجز موعد مع الدكتور عمرو رشيد إضغط هنا

…………………………………………………………………………………

الصمامات القلبية الحديثة و تركيبها عبر القسطرة القلبية

 

بقلم الدكتور عمرو رشيد

إختصاصي أمراض القلب و الشرايين

إختصاصي قسطرة الأوعية الدموية و الشبكات

هاتف:    ٠٧٧٥٦٦١٠٠٦   /   ٠٦٥٦٦١٠٠٦

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *