قبل أن نتحدث عن ضعف القلب التوسعي ننوه في البداية أن المقالات القلبية التي تمت كتابتها في موقعنا الالكتروني هي مكتوبة من قبل الدكتور عمرو رشيد نفسه، و هو استشاري في أمراض القلب والشرايين والقسطرة العلاجية، و ليس من قبل طلاب الطب أو غيرهم من دون اختصاص القلب، و بذلك فإن دقة المعلومات المذكورة هي عالية و صحيحة”
تحدثت في مقال سابق عن حالة تضخم العضلة القلبية، و ذكرت أن هناك مفهومان اثنان لهذا المصطلح، و المفهوم الأول هو زيادة سماكة جدار العضلة القلبية (إقرأ في مقال تضخم القلب)، والمفهوم الثاني هو توسع العضلة القلبية.
إن مصطلح توسع العضلة القلبية يفيد أن الحجرات القلبية، و بالاخص البطينات منها، تكون في حالة تمدد و توسع؛ أي أن حجم حجرة البطين يكون أكبر و يستوعب كمية دم أكبر، و هو على عكس تضخم القلب الناتج من زيادة السماكة التي تكون فيها حجم الحجرات القلبية أصغر و تستقبل كميات دم أقل لضخها.
و يعد توسع (أو تمدد) عضلة القلب نوع من أنواع تضخم العضلة وذلك لأن كتلة العضلة القلبية تزداد مع تمدد جدران العضلة مع توسع حجم حجرة البطين.
إن حالة ضعف القلب التوسعي هي حالة شائعة، و تصيب كلا الجنسين الذكر والأنثى بنسب متساوية تقريبًا. في العادة تبدأ إصابة العضلة بحدوث توسع في البطين الأيسر، ومع استمرار تقدم هذه الحالة يصيب التوسع جميع الحجرات القلبية مؤديا إلى تضخم شديد في عضلة القلب وضعف في قوة انقباض القلب و حدوث أعراض ضعف عضلة القلب الذي تحدثت فيه سابقا. (إقرأ في ضعف عضلة القلب)
Contents
أسباب ضعف القلب التوسعي
إن معظم حالات توسع عضلة القلب هي في الغالب غير معروفة المنشأ بمعدل يقارب 50%، ويعتقد أنها تكون ناتجة بسبب التهاب فيروسي سابق في الجسد أثر على عضلة القلب دون شعور المريض بأعراض قلبية واضحة آنذاك.
أما الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى هذه الحالة فنذكر منها ما يلي:
- التهاب فيروسي يصيب الجسد، بالاخص التهابات القصبات التنفسية العليا و التي قد تصيب القلب بشكل مباشر مؤديةً إلى حدوث التهاب في عضلة القلب بحالة تدعى myocarditis مع ظهور أعراض قلبية واضحة.
- تصلب و تسكير شرايين القلب. و حدوث التوسع في هذه الحالات قد يكون ناتج اما من جلطة قلبية سابقة حادة مؤديةً إلى موت جزء من جدار العضلة و حدوث ضعف انقباضي و مع الزمن يحدث توسع في البطين الأيسر المصاب، و إما مع وجود تسكير في عدة شرايين قلبية لم تعالج موديةً الى حدوث تمدد وضعف عام في عضلة القلب.
- حدوث تسارعات قلبية متكررة و مستمرة مؤديةً الى اجهاد العضلة و حدوث ضعف انقباضي و الذي إن لم يعالج السبب والضعف هنا يؤدي بدوره الى توسع عضلة القلب. و من اهم هذه التسارعات القلبية نذكر أهمها وهي حدوث رجفان أذيني متسارع ومستمر لأسابيع وأشهر طويلة أو حدوث نبض هاجر بطيني متكرر و مستمر لاسابيع او اشهر طويلة.
- أمراض صمامات القلب الشديدة، و بالاخص حدوث تسرب شديد عبر الصمامات و أهمها الصمام الأبهر أو الصمام التاجي. فإن لم يعالج تسرب الدم الشديد عبر الصمام فإن ذلك يؤدي الى وجود كميات دم أكبر في القلب ناتجة من هذا التهريب الأمر الذي يؤدي الى توسع البطينات و الاذينات القلبية.
- شرب الكحول بكميات كبيرة قد يؤثر على عضلة القلب و يؤدي إلى حدوث توسع و ضعف انقباضي في القلب. قد يمكن علاج هذا الضعف و عودة القلب الى وضعه الطبيعي في المراحل الأولى بعد الإيقاف التام لشرب الكحول، و لكن مع استمرار تناول الكحول فإن التوسع يزداد وقد لا يفلح حينها علاج الضعف.
- هناك حالات توسع قد تكون ناتجة من ضعف عضلة القلب الذي يصيب الحوامل، إلا أن هذه الحالات قليلة.
- من الأسباب القليلة أيضا هو وجود عامل وراثي بحيث يتم التعرف عليها حينها بوجود ٣ أجيال متتالية لديهم ضعف القلب التوسعي (مثل الجد والابن والحفيد).
- من النادر جداً أن تكون هناك حالات أمراض مناعية و التي تصيب العضلات بشكل عام أن تؤثر على عضلة القلب مؤديةً إلى ضعف القلب التوسعي.
أعراض ضعف القلب التوسعي
إن أعراض ضعف القلب التوسعي هي نفسها أعراض ضعف عضلة القلب التي تم نقاشها في مقال “ ضعف عضلة القلب“. و لكن سنقوم هنا بعرض اهم هذه الاعراض مع التركيز على بعض الأسباب.
كما ذكرت سابقا أن من أسباب ضعف القلب التوسعي هو حدوث التهاب في عضلة القلب، و هذه الحالة تتميز بوجود ألم شديد في الصدر مع ارتفاع انزيم القلب العضلي Troponin و ظهور أعراض ضعف القلب.
تعتمد أعراض ضعف القلب على البطين المصاب، و من أعراض ضعف البطين الأيسر نذكر:
- ضيق في التنفس أثناء المجهود.
- الشعور بوجود الثقل الصدري ناتج من صعوبة التنفس.
- ضيق التنفس اثناء الاستلقاء و حاجة المريض الى النوم بشكل شبه جالس للشعور بالارتياح .
- الخفقان القلبي إن حدث فإنما قد يدل على وجود اضطرابات بطينية قد تكون خطيرة أو ناتجة من رجفان أذيني.
- ألم الصدر هو ليس من أعراض الضعف نهائيا وإن وجد فقد يكون دلالة على وجود تسكير في شرايين القلب كسبب واضح للحالة.
من أعراض ضعف البطين الأيمن نذكر ما يلي:
- تورم الساقين بشكل واضح
- زيادة حجم البطن ناتج من تجمع السوائل في البطن
- ظهور أوعية دموية بارزة في منطقة الرقبة
- ألم في المنطقة العليا اليمنى من البطن ناتجة من احتقان و توسع الكبد.
لفهم آلية حدوث هذه الأعراض يمكنك قراءة مقال ضعف عضلة القلب عبر الرابط.
تشخيص حالة ضعف القلب التوسعي
يتم تشخيص هذه الحالة بكل سهولة عبر إجراء فحص صدى القلب الصوتي (إيكو القلب)، حيث يظهر التوسع و ضعف القلب بشكل جلي خلال هذا الفحص، ولكن يجب ان يكون طبيب القلب الفاحص للحالة على دراية كاملة بدراسة مدى تقدم الحالة من تأثيرها على البطين الأيمن و ضغط الشريان الرئوي و الأهم هو دراسة الضغط داخل عضلة القلب الذي يعطي فكرة ممتازة على مدى استجابة المريض للعلاج الدوائي.
و من خلال فحص الايكو أيضا يتم دراسة الأسباب التي قد تكون ناتجة من الشرايين مثل وجود ندبة قلبية ناتجة من جلطة قلبية سابقة، أو وجود أسباب ناتجة من أمراض شديدة في الصمامات كما ذكرت سابقا.
قد نلجأ في بعض الأحيان لإجراء فحص هرمون القلب BNP و الذي قد يفيد بشكل كبير للتفريق في أسباب ضيق التنفس إن كانت ناتجة من القلب أو من الرئة حتى في حالات وجود توسع القلب المزمن. فليس كل حالة ضيق في التنفس تكون ناتجة من القلب، و ان ارتفاع هرمون القلب يشير الى ان السبب هو ناجم من القلب حينها. للقراءة أكثر في هذا الموضوع يمكنك قراءة مقالنا عن ضيق التنفس في الرابط.
إجراء القسطرة القلبية (أو تصوير شرايين القلب عبر الصورة الطبقية) هو أمر مهم في بعض الحالات للتأكد من شرايين القلب كسبب في حدوث الضعف التوسعي ان كان هناك اشتباه عالي في تسكير شرايين القلب.
قد نلجأ في حالات خاصة لإجراء فحص رنين القلب لدراسة العضلة بشكل أفضل ودراسة الأسباب إن لم يكن فحص الإيكو القلبي واضحا أو غير مناسب.
علاج ضعف القلب التوسعي
يتم علاج هذه الحالات بنفس آلية علاج ضعف عضلة القلب كما ذكرتها سابقا في مقال ضعف عضلة القلب، و نلخص آلية العلاج بما يلي:
- علاج الأسباب إن وجدت تبقى في رأس القائمة دائماً، فإن كان السبب ناتج من تسكير شرايين القلب فيجب فتح هذه الشرايين، و ان كان ناتج من شرب الكحول فيجب ايقاف تناول الكحول، و ان كان ناتج من مرض في الصمامات القلبية فيجب علاج الصمام المصاب، أو علاج التسارعات ان كانت هي المسببة وغيرها.
- العلاجات الدوائية تتلخص بحاصرات بيتا، علاجات الضعف الحديثة إن كانت مناسبة للمريض و مدرات البول إن كان هناك علامات و اعراض احتقانية تشير إلى وجود تجمع سوائل.
- ننوه أيضا أن ممارسة المشي الصحي هو أمر ضروري لكل مريض من أجل الإبقاء على دورة دموية نشطة داخل الجسم و بذلك الحصول على إدرار بول كفؤ.
- ملح الطعام في حالات الضعف يجب أن يكون قليل.
- أما شرب السوائل لأي مريض لديه ضعف في القلب يحب ان لا تقل عن ٨٠٠ مل ولا تزيد عن ١٥٠٠ مل.
تعرف على أسباب تسارع دقات القلب| الخفقان القلبي| ضيق التنفس| وهي جميعها تظهر لحالة تعرف بحالة العصب القلبي الحساس
أخيرًا لا بُد من التذكير بأن اختيار طبيب ماهر وكفء مهم للحصول على تشخيص وعلاج دقيق لحالتك. لذا لا تتردد في حجز موعدك مع عيادة الدكتور عمرو رشيد عبر الواتساب او الهاتف :
00962775661006
0096265661006
شاهد فيديو آلية علاج ضعف عضلة القلب مع الدكتور عمرو رشيد