قبل الحديث عن ضعف عضلة القلب الانبساطي، نود التذكير بأنّنا تحدثنا سابقًا في مقال ضعف عضلة القلب أنّ هناك نوعان رئيسيان في ضعف العضلة و هما:
- الضعف الانقباضي، وهو يشكل 90% من حالات ضعف عضلة القلب. وفي هذه الحالات تكون قوة انقباض العضلة القلبية لضخ الدم أقل من 50%. (لقراءة المزيد عن هذه الحالة يمكنك الضغط على رابط ضعف عضلة القلب)
- ضعف عضلة القلب الانبساطي، وهو يشكل فقط 10% من حالات ضعف العضلة والذي سيكون محور حديثي في هذا المقال.
و كما شرحنا سابقا أيضًا أنّ عمل العضلة القلبية يكون في حالتين هما الانقباض والانبساط، و أن حالة الانقباض يتم فيها ضخ الدم من العضلة القلبية إلى جميع أنحاء الجسم، بينما يتم تعبئة الدم داخل العضلة عند استرخائها (انبساطها).
بالتالي يُعرَّف انبساط العضلة أنها المرحلة التي تكون فيها العضلة في حالة استرخاء بين النبضات القلبية، وخلال هذه المرحلة يتم تعبئة القلب بالدم داخل الحجرات البطينية حتى يتم ضخه الى الرئة (من البطين الأيمن) أو إلى جميع أنحاء الجسم (من البطين الأيسر).
لذلك فإن أي اعتلال في ارتخاء (انبساط) العضلة سيؤدي إلى عدم امتلاء البطين القلبي بكميات كافية من الدم وضخه إلى الجسم، وبالتالي تقل كمية الدم التي تخرج من القلب الى أعضاء الجسم، وهو ما يُعرف أيضًا بضعف العضلة القلبية.
إن تشخيص هذه الحالة عادة ما يُفقد من قبل كثير من الأطباء ولا يتم علاج المريض بشكل صحيح وذلك لأن قوة العضلة القلبية الانقباضية تكون سليمة عند فحصها عبر جهاز صدى القلب الصوتي (الايكو)، وحيث إنّ معظم من هو قائم على إجراء فحص الايكو هم غير متمرسين على إجراء القياسات الدقيقة واستخدام معادلات جهاز الفحص، فإننا نقوم في عيادة د. عمرو رشيد بفحص هذه المعادلات التي سنقوم بتسليط الضوء عليها في مقالنا هذا و كيفية الوصول الى التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.
Contents
كيف يحدث ضعف عضلة القلب الانبساطي (الضعف الانبساطي)؟
لفهم آلية حدوث القصور الانبساطي وأسبابها يجب العلم أن العضلة القلبية مكونة من ألياف عضلية فقط مترابطة مع بعضها القلب وأنها تعتمد على مصادر الطاقة من الجلوكوز والدهون الصحية لعملها، وكما هو معلوم أن انقباض القلب هي عملية تحتاج الى طاقة، فيجب التأكيد أيضًا أن انبساط العضلة يحتاج الى طاقة أيضًا لحدوث ارتخاء.
و من هنا نفهم أنه إذا تم استبدال الليف العضلي بنسيج ضام آخر أو إذا حدث ترسب بروتينات غير طبيعية أو عناصر أخرى داخل هذه الألياف العضلية، فإن ذلك يؤثر في الأساس في عملية الاسترخاء العضلي وتصبح العضلة القلبية في حالة تصلب.
كذلك فإنّ فقدان عامل تزويد الطاقة للقلب (كما هو الحال في تسكير الشرايين القلبية)؛ يؤدي أيضًا إلى اعتلال في استرخاء العضلة القلبية وتصلب العضلة.
مع وجود هذه التغيرات التي ذكرتُها فإن ذلك يؤدي الى وجود ضغط عالي داخل العضلة القلبية بسبب تصلب القلب وهذا الضغط يسبب قلة الدم التي تصل إلى البطينات القلبية وبالتالي ضخ كمية دم أقل إلى الجسم، وهذا من أحد تعريفات ضعف أو قصور القلب.
أسباب ضعف عضلة القلب الانبساطي
مع فهم ما ذكر سابقًا، فإن زيادة سماكة جدار العضلة القلبية الناتج عن زيادة سماكة الألياف العضلية أو ترسب ألياف ضامة بين الألياف العضلية أو ترسّب بروتينات أو عناصر غير طبيعية أو فقدان تغذية العضلة القلبية والقدرة على التزوّد باحتياجاتها من الطاقة اللازمة لها، فإن جميع هذه العوامل تؤدي الى حدوث قصور في انبساط العضلة.
و من هذه الأسباب نذكر ما يلي:
تسكير شرايين القلب (تصلب شرايين القلب)
إن تسكير الشرايين القلبية الناتج عن ترسب المواد الدهنية الضارة وتكلُّس الشرايين يؤدي الى عدم تغذية العضلة القلبية بموارد الطاقة اللازمة لعملها بشكل كفؤ؛ مؤديًا ذلك إلى ضعف في انبساط العضلة القلبية وحدوث حالة القصور الانبساطي.
ارتفاع الضغط المزمن وغير المُعالج
حيث إن ارتفاع التوتر الشرياني العالي داخل الشرايين يؤدي الى حدوث سماكة قد تكون شديدة في عضلة القلب. وبشكلٍ عام يحتاج القلب مجهود أكبر وأقوى لضخ الدم من القلب الى هذه الشرايين عالية الضغط، ومع هذه السماكة فإن انبساط العضلة القلبية قد يكون غير مكتمل مؤديًا ذلك إلى قصور انبساطي فيها.
ترسب البروتينات غير الطبيعية
من هذه البروتينات: (بروتين الأميلويد “Amyloid” أو الساركويد “Sarcoid”) أو ترسب عناصر أخرى؛ مثل الحديد أو ألياف أخرى مؤديًا لحالة تدعى “اعتلال عضلة القلب التصلبي او المُقيَّد” (Restrictive cardiomyopathy)، وبذلك تزداد سماكة جدران العضلة القلبية ويحدث قصور في انبساط العضلة.
إن الأسباب المذكورة في الأعلى هي أهم الأسباب وأكثرها شيوعاً. رغم أن حالة القصور الانبساطي هي حالة قليلة الحدوث ولكن من المهم جدا الإلمام بها بأسبابها.
يجب التنويه هنا أن الكثير من الأسباب الأخرى المذكورة عبر مقالات أخرى على المواقع الإلكترونية هي غير صحيحة، حيث إن القائمون على كتابة هذه المقالات هم ليسوا أصحاب اختصاص. بينما نقوم نحن في موقعنا الرسمي للدكتور عمرو رشيد (استشاري امراض القلب والشرايين والقسطرة العلاجية) بكتابة هذه المقالات شخصيًا.
أعراض قصور القلب الانبساطي
تعتمد أعراض قصور القلب الانبساطي على السبب بشكلٍ أساسي، حيث إنّ الأسباب الناجمة من تسكير شرايين القلب أو من مرض الضغط المزمن تؤدي إلى حدوث قصور فقط في البطين الأيسر من القلب الذي يستقبل الدم المحمل بالاوكسجين القادم من الرئة، و مع حدوث ارتفاع ضغط عالي داخل الحجرة القلبية، لذا فإن تدفق الدم عبر الرئة الى القلب يقل.
تنعكس الأعراض على الرئة بسبب ارتشاح السوائل من الدم إلى نسيج الرئة محدثةً وأهم الأعراض، وهي:
- ضيق في التنفس عند بذل أي مجهود.
- ضيق في التنفس عند الاستلقاء بشكل مستوي والحاجة إلى الجلوس للتنفس.
- سعال جاف خاصة عند الاستلقاء.
يجب التنويه أنه من النادر جدًا حدوث أي وذمات رئوية حادة ناتجة من قصور القلب الانبساطي! على عكس حالة الضعف الانقباضي للقلب.
أما حالات قصور القلب الانبساطي الناتجة من ترسب البروتينات أو الألياف والعناصر الضارة المؤدية الى حالة اعتلال القلب التصلبي (المُقيّد). فإنّ هذه الحالة تؤدي الى ضعف في البطينين الأيسر والأيمن مؤديةً إلى أعراض عامة في الجسم، ونذكر أهمها:
- انتفاخ وتورم الساقين.
- زيادة في حجم البطن الناتج عن تجمع السوائل في البطن.
- زيادة الوزن الناتج عن تجمع وارتشاح السوائل.
- فقدان الشهية الواضح.
- ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن الناتج عن احتقان الكبد الشديد بالسوائل.
- أعراض تنفسية مثل المذكورة في الأعلى من ضيق التنفس أثناء المجهود أو عند الاستلقاء أو السعال الجاف.
أما أعراض أخرى مثل الخفقان ووخز الصدر أو ضيق التنفس والدوخة مع غياب الأعراض المذكورة في الأعلى فهي ليست من أعراض الضعف و يمكن معرفة أهم أسبابها في مقال حالة العصب القلبي الحساس.
تشخيص قصور القلب الانبساطي
مع وجود الأعراض المذكورة أعلاه أو أي اشتباه بوجود حالة مرضية في القلب، فإن ذلك يستدعي زيارة المريض لطبيب القلب. حينها يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات المهمة نذكر منها ما يلي:
- إجراء تخطيط القلب السيار والذي يعطينا فكرة هامة عن بعض الأسباب بالتركيز على دراسة فولتية كهرباء القلب التي قد تعكس كتلة العضلة القلبية.
- إجراء فحص الايكو (صدى القلب الصوتي) وهو أهم فحص لدراسة أمور مهمة لتشخيص هذه الحالة من أهمها:
- دراسة سُمك جدار العضلة القلبية.
- دراسة قوة العضلة القلبية، وللأسف أنه من هذه المرحلة قد لا تُكتشف حالة المريض، حيث إن كفاءة العضلة القلبية وقوتها في هذه الحالات تكون طبيعية، ولكن يجب دراسة أمور أخرى أيضًا عند وجود كفاءة سليمة للعضلة، وهي دراسة الضغط داخل العضلة القلبية وهو أهم ما يجب دراسته أيضًا عبر فحص الإيكو. ونحن نتميز عن غيرنا بقدرتنا على منح التشخيص الدقيق في عيادة الدكتور عمرو رشيد.
إن وجود ارتفاع في ضغط العضلة القلبية هو أحد أهم العلامات للكشف عن قصور القلب الانبساطي! وكذلك حجم الاذينات القلبية مهم لدراسة هذه الحالات بشكل دقيق.
قد نحتاج أيضا لإجراء بعض الفحوصات المخبرية للوصول إلى تشخيص سليم للحالة أو دراسة أسباب الحالة و من هذه الفحوصات:
- فحص انزيم القلب الخاص BNP والذي يشير إلى وجود ضعف في العضلة بغض النظر عن نوع الضعف.
- فحوصات أخرى مثل الغدة الدرقية، الحديد ودراسة مستويات البروتينات غير الطبيعية وغيرها لمعرفة سبب الحالة.
- إجراء فحص الرنين المغناطيسي القلبي وهو ثورة في عالم فحص القلب وتشخيص الحالات ومعرفة سبب الحالة. ويزداد اعتمادنا على هذه الفحص لدقة هذا الإجراء.
- إجراء القسطرة القلبية في حال وجود أي شك بوجود تسكير الشرايين القلبية مؤديةً الى قصور القلب الانبساطي.
علاج ضعف القلب الانبساطي
إن علاج هذه الحالة يكمن في الأساس بعلاج السبب بشكل مهم جدًا، حيث تُعالج الحالة بعلاج المسبب. كما يتم علاج حالة الضعف نفسها بنفس علاجات ضعف العضلة القلبية الاعتيادية المذكورة في مقالنا عن ضعف عضلة القلب.
ننوه هنا أن حالات قصور القلب الانبساطي الناتجة من اعتلال القلب التصلبي (او المُقيَّد) هي للأسف حالات تكون متقدمة وليس بالسهل علاجها. لكن مع تطور العلم والدراسات فإن هناك علامات حديثة يتم استخدامها مع شفاء في بعض الحالات.
تعرف على أسباب تسارع دقات القلب| الخفقان القلبي| ضيق التنفس| وهي جميعها تظهر لحالة تعرف بحالة العصب القلبي الحساس
أخيرًا لا بُد من التذكير بأن اختيار طبيب ماهر وكفء مهم للحصول على تشخيص وعلاج دقيق لحالتك. لذا لا تتردد في حجز موعدك مع عيادة الدكتور عمرو رشيد عبر الواتساب او الهاتف :
00962775661006
0096265661006
شاهد فيديو ضعف عضلة القلب الانبساطي مع الدكتور عمرو رشيد