fbpx

ألم المعدة، أسبابه، علاجه، و علاقته بالقلب

ألم المعدة

Contents

إحجز موعد مع الدكتور عمرو رشيد إضغط هنا

 

دكتور عمرو رشيد

ألم المعدة، أسبابه، علاجه، و علاقته بالقلب

ألم المعدة، او وجع المعدة، هو من اكثر الاعراض انتشاراً بين الناس، و يختلف وصف شعور الألم من شخص الى اخر، حيث ان بعض الأشخاص يصفون الألم بوجود حرقة شديدة في المعدة، و اخرون يذكرون ان ألم المعدة يأتي على شكل ثقل شديد في المعدة،.  يمكن ان يوصف على شكل عدم راحة و انتفاخ في المعدة أيضا.

 

من المهم جداً التميز بين أسباب ألم المعدة و ذلك حتى يتم الوصول الى تشخيص صحيح و الى اجراء الفحص الطبي المطلوب دون اللجوء الى اجراء فحوصات متعددة دون معرفة السبب الحقيقي الكامن من وراء الاعراض.

 

يجب معرفة ان منطقة المعدة التي يشير اليها الناس في معظم الأوقات هي المنطقة العليا الوسطى من البطن و التي تأتي مباشرة تحت القفص الصدري في المنتصف، حيث ان هذه المنطقة تحتوي على العديد من الأعضاء مثل المعدة، الأثني عشر، الثلث الأخير من المريئ، الحجاب الحاجز، جزء من الكبد، البنكرياس، و الشريان الابهر النازل. و بذلك يجب البحث في الأسباب المتعلقة باي أمراض او إصابات في أي من هذه الأعضاء و غيرها.

 

نشير بالذكر ان هذه الأسباب متعددة، و كان يعتقد فيما مضى ان الأسباب الأكثر شيوعا هي تخص التهاب المعدة و وجود البكتيريا الحلزونية، الا ان العلم الحديث يشير الى ان اكثر أسباب ألم الصدر هي متعلقة بالاعصاب المُغذية للمعدة و الجهاز الهضمي و التي سنتحدث عنها في النقطة رقم ( 5) في مقالنا هذا.

 

أسباب ألم المعدة

 

  1. أمراض تتعلق بجدار المعدة و المريئ و الأثني عشر: و هي قد تكون بسيطة من وجود التهاب في جدار المعدة او التهاب في جدار المريئ او الاثني عشر او شديدة مثل وجود تقرُّح. و يمكن تقسيم هذه الالتهابات الى عدة أسباب أيضا نذكر منها:
  • التهابات فيروسية تصيب جدار المعدة او المريئ او الاثني عشر.
  • التهابات بكتيرية و أهمها مثل البكتيريا الحلزونية و التي تصيب الأثني عشر و جزء من جدار المعدة
  • التهابات كيميائية ناتجة من زيادة حموضة المعدة و التي قد تؤثر على أسفل المريء من جراء مشكلة ارتداد مريئي.
  • التهابات كيميائية تكون ناتجة من بعض العلاجات الدوائية و التي تعمل على تهيج جدار المعدة و قد تودي الى تقرُّحهِ مثل علاجات الاسبرين و علاجات المسكنات جماعة البروفين، و كذلك الزنك و غيرها.
  • التهابات المعدة و الأمعاء الناتجة من الأمراض المناعية مثل مرض الكرونز Chron’s.

 

من الأمراض الأخرى التي تصيب المعدة و الأثني عشر هي وجود قرحة في المعدة، و القرحة هي عبارة عن تشقق عميق في جدار المعدة و الذي قد يصل الى الاوعية الدموية مسببا نزيف معوي، او قد يصل الى الأعضاء الأخرى مثل البنكرياس مسببا التهاب شديد في البنكرياس. نذكر ان من اهم أسباب القرحة المعدية هي البكتيريا الحلزونية او بعض العلاجات الدوائية أيضا.

 

من الأسباب الأخرى و القليلة المؤدية الى الشعور بالم في المعدة هي وجود أورام المعدة و المريئ و الأمعاء.

 

  1. أمراض تتعلق في البنكرياس، و أهمها وجود التهاب في البنكرياس، إلا ان هذه الحالات تكون شديدة و يصاحبها الم شديد قد ينتقل هذا الألم الى الظهر. و كذلك يصاحب هذه الحالات ارتفاع في حرارة الجسد و استفراغ متكرر، و قد تظهر بعض العلامات على الجلد و البطن و التي قد تشير الى وجود التهاب البنكرياس.

 

من العلامات الأخرى لوجود التهاب البنكرياس هو وجود اصفرار في الجلد او قزحية العين و التي تدعى باليرقان، و هذه العلامات قد تشير الى وجود حصوة في المرارة كمسبب لانسداد قنوات البنكرياس و حدوث التهاب فيه.

 

من الحالات النادرة حدوث ورم في البنكرياس و الذي قد يسبب الشعور بالألم، الا ان هذه الحالات تظهر عند كبار السن في العادة.

 

  1. أمراض تتعلق بالكبد و المرارة الصفراوية: حيث ان هذه الحالات قد تودي الى ألم يُشعَر به في العادة في المنطقة العليا اليمنى من الجسد و قد يمتد هذا الألم الى منطقة المعدة. من هذه الحالات نذكر منها ما يلي:
  • التهاب المرارة الصفراوية، و التي يصاحبها ارتفاع في حرارة الجسد و استفراغ متكرر.
  • وجود حصوات في المرارة الصفراوية، و التي تتميز بحدوث الم شديد بعد تناول وجبات الطعام، و الدسمة منها بشكل خاص.
  • التهاب الكبد الفيروسي و الذي يصاحبه يرقان و حرارة و استفراغ.
  • حالات تضخم الكبد و التي تودي الى حدوث شد في الغشاء المُغلِّف للكبد، و من اهم هذه الحالات نذكر منها حالات ضعف عضلة القلب اليمنى و التي كثيرا ما يشعر هؤلاء المرضى بوجود الم مستمر في المعدة و منطقة الكبد.

 

  1. أمراض تخص القلب، حيث ان الجدار السفلي للقلب يكون جالسا على الحجاب الحاجز و الذي من تحته مباشرة تكون المعدة. من اهم الأسباب القلبية التي يجب ذكرها هو وجود احتشاء في الجدار السفلي لعضلة القلب (أي حدوث جلطة قلبية في الجدار السفلي) و الذي بتأثره يودي الى تهيُّج في الحجاب الحاجز و جدار المعدة و الشعور بالم في المعد و الذي قد يصاحبه استفراغ و تعرُّق.

 

و من الأسباب القلبية الأخرى لألم المعدة هو وجود التهاب في غشاء القلب (التامور) الا انه من النادر ان يودي الى الم منفرد في المعدة دون حدوث الم شديد في الصدر.

 

ما يُميِّز الأسباب القلبية هو حدوث الألم بشكل مفاجئ دون سوابق في العادة مع وجود عوامل خطورة متعددة مثل التدخين و وجود مرض السكري او تاريخ وراثي عائلي في الجلطات القلبية. و ان كان الشخص يعاني من حموضة سابقة في المعدة او ارتداد مريئي، فان تغيُّر طبيعة الألم قد يكون دلالة على وجود مشكلة قد تكون قلبية في أساسها.

 

من الأسباب القلبية و المهمة أيضا هي حدوث توتر في العصب القلبي و الذي سنتحدث عنه في السبب رقم (5).

 

  1. أمراض تخص تغذية المعدة و الجهاز الهضمي العصبية: و التي يطلق عليها أسماء متعددة مثل العصب القلبي، العصب الحائر، او العصب العاشر. اظهر العلم الحديث ان هذه الحالة هي الأكثر شيوعا بين الأسباب التي تودي الى الم المعدة.

 

يصاحب هذه الحالات اعراض كثيرة أخرى بالإضافة الى حدوث الم او ثقل في المعدة. من هذه الاعراض نذكر منها حدوث الخفقان القلبي، الشعور بضيق في التنفس، الم الصدر و النخز الصدري المتكرر، ألم في الرقبة، أو الدوخة فد تصل الى الإغماء او ما يقارب الإغماء.

 

يصف الكثير من الأشخاص أيضا حدوث غازات و انتفاخات متكررة في الجهاز الهضمي و التي قد يصاحبها في اكثر الأحيان الشعور بالإمساك. و مع وجود هذه الاعراض، قد يتم تشخيص وجود حالة القولون العصبي، الا انه يجب معرفة ان حالة القولون العصبي هي جُزء من منظومة العصب القلبي الحساس و الذي يجب تشخيصه و علاجه في الأساس و ليس الاقتصار على علاج القولون العصبي وحده.

 

(إقرأ عن العصب القلبي الحساس)

 

  1. أمراض تخص الكلى: و هي اقل الأمراض شيوعا كمسبب لألم المعدة، حيث ان وجود التهابات في الكلى و المسالك البولية قد تودي في بعض الأحيان الشعور بألم في المعدة، و كذلك ان وجود بعض الحصوات في الكلى قد يسبب الشعور بألم في المعدة.

 

تشخيص سبب ألم المعدة

 

اهم ما يميزُّنا في آلية علاجنا الناجح و لله الحمد، هو السماع الكامل لقصة المريض الموصوفة و التحليل الدقيق للأعراض مع دراسة وجود الاعراض المساندة للحالات المتعددة. حيث بتحليل الوصف الدقيق لألم المعدة، يتم اجراء الفحص الخاص للحالة و بدقة، دون اللجوء الى الفحوصات المتعددة و التي قد لا نحصل على إجابة شافية من معظمها.

 

و بناء على وصف المريض يمكن لنا ان نقوم باختيار الفحص المناسب، فقد يحتاج الشخص الى فحص صورة تلفزيونية (التراساوند) للبطن للكشف عن وجود أي تضخم في الكبد او وجود حصوات او التهاب في المرارة. و يمكن الكشف أيضا عن وجود أي سوائل في البطن و التي قد تشير الى بعض الأسباب الخاصة أيضا مثل الأسباب القلبية او الكبد. و بمساعدة هذه الصورة التلفزيونية يمكن الكشف عن أي أسباب تخص الكلى و حصى الكلى ان لزم الامر.

 

قد نلجأ الى اجراء بعض الفحوصات المخبرية مثل فحوصات انزيمات الكبد و معدلات اليرقان، و كذلك فحوصات تخص انزيمات البنكرياس و انزيمات الكلى. و ان كان هناك اشتباه في قرحة للمعدة فيمكن اجراء الفحوصات المخبرية الخاصة التي تخص البكتيريا الحلزونية كمسبب اولي للقرحة.

 

ان كان هناك اشتباه عالي بوجود قرحة معوية او وجود التهابات معوية و تقرحات شديدة، فقد يُنصح المريض بالتوجه الى طبيب اختصاص الجهاز الهضمي لإجراء تنظير للمعدة حينها، سوى ذلك فان تنظير المعدة لا يتطلب إجرائه لفحص المعدة ان لم يكن هناك دواعي شديدة.

 

ان كان هناك أي اشتباه أيضا بوجود أسباب قلبية لهذا الألم، فنلجأ الى اجراء الفحوصات القلبية من فحص صدى القلب الصوتي (الأيكو) و فحص الجهد لدراسة أي أسباب تتعلق بعضلة القلب و شرايين القلب كمسبب رئيسي لهذا الألم ان لزم الأمر.

 

و بما اننا ذكرنا ان السبب الأكثر شيوعا لحدوث ألم المعدة هو متعلق بتروية الجهاز الهضمي العصبية و القادمة من العصب الحائر (أو العصب القلبي)، فن معظم هذه الحالات لا يحتاج الى اجراء الفحوصات المتعددة، و بهذا فنحن نقوم على علاج الحالة الكاملة و ليس فقط ألم المعدة. في بعض الأحيان قد يحتاج المريض الى اجراء الفحص الخاص بالعصب القلبي ان لزم الامر.

 

العلاج

 

تعتمد آلية العلاج على السبب كما هو واضح، فان كان السبب متعلق بالمرارة، فيجب علاج المرارة عبر العلاج الدوائي او جراحيا ان لزم الأمر. و ان كان السبب متعلق بالكبد او الكلى، فيجب علاج المسبب فقط في هذه الحالات و ليس بإعطاء علاجات المعدة.

 

ان كانت الأسباب متعلقة بالتهابات و تقرحات المعدة و الارتداد المريئي، فقد يحتاج الشخص الى العلاجات الدوائية الخاصة بتقليل حموضة المعدة للحد من الألم و علاج السبب الكامن من وراء هذه الحالات. فإذا كانت القرحة ناتجة من التهاب البكتيريا الحلزونية، فيجب إعطاء المضادات الحيوية الخاصة بهذه البكتيريا، و ان كان السبب ناتجا من تناول العلاجات الدوائية المهيِّجة لجدار المعدة فيجب إيقاف هذه العلاجات و الاعتماد على علاجات اقل ضرراً عي المعدة ان لزم الأمر.

 

و بما اننا ذكرنا ان السبب الأكثر شيوعيا هو ما يتعلق بتوتر العصب القلبي، فان الية العلاج هنا تكون دوائية و تعتمد على شدة الحالات و شدة الاعراض. فبالإضافة الى إعطاء علاجات المعدة الخاصة، يجب علاج الحالة الكاملة كوحدة واحدة متكاملة للتخلص من ألم المعدة.

 

إحجز موعد مع الدكتور عمرو رشيد إضغط هنا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم الدكتور عمرو رشيد

أخصائي أمراض القلب و الشرايين

أخصائي قسطرة الأوعية الدموية و الشبكات

هاتف:    ٠٧٧٥٦٦١٠٠٦   /   ٠٦٥٦٦١٠٠٦

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *