fbpx

ارتفاع دهون الدم

ارتفاع دهون الدم

Contents

إحجز موعد مع الدكتور عمرو رشيد إضغط هنا

دكتور عمرو رشيد

ما هي دهون الدم، أهميتها و مصادرها

 

دهنيات الدم، و التي هي معروفة باسم الكوليسترول، هي عبارة عن جزيئات مكوَّنة من تركيبات عضوية مختلفة يدخل فيها مركبات الكحول و عناصر هيدروجينية أخرى. يتم صنع هذه الجزيئات بشكل أساسي في الكبد، و من ثم يتم استخدام جزيئ الكوليسترول في بناء و تكوين جدران جميع خلايا الجسد (cell membranes )، بالإضافة الى تكوين العديد من الهرمونات، و خلايا الدماغ و الاعصاب، و الحمض الصفراوي في المرارة، و كذلك بعض الفيتامينات مثل فيتامين د.

 

يتم تصنيع الكوليسترول بشكل طبيعي في الجسد بمقدار غرام واحد يوميا، بينما يتم تناول ما مقداره ٣٠٠ ملغم يومي فقط من الدهون بشكل عام، و عند زيادة تناول الكوليسترول يقوم الجسد بتقليل تصنيع الكوليسترول الداخلي للمحافظة على المعدل الطبيعي لتواجد الكولسترول في الجسد.

 

ان مصدر الكوليسترول في الطعام هو حيواني في الأساس و يكون من نوع الايستر كوليسترول (esterified cholesterol)، و الذي هو في الحقيقة قليل الامتصاص في الأمعاء،  و الكولستيرول النباتي هو قليل المصدر و هو من نوع اخر يدعى فيو كوليسترول (phyotosterol) و يتنافس هذه المركب مع امتصاص الكوليسترول الطبيعي داخل الأمعاء، مانعا حدوث امتصاص اكبر للكوليسترول الطبيعي و مخفضا بذلك معدلات الكولسترول على مدار الزمن داخل الجسد.

 

عندما يتم امتصاص الكولسترول المؤستر من الأمعاء، يقوم الكبد مباشرة بتحويله الى كولسترول غير مؤستر و إفرازه في المرارة على شكل العصارة الصفراوية الحمضية، و من ثم تقوم المرارة بإفراغ محتوياتها في الجهاز الهضمي مرة أخرى و يتم امتصاص ٥٠٪؜ من الكولسترول الغير مؤستر بشكل اسرع و اسهل عائدا به الى الدم.

 

ولذلك، و بما انه لا يتم امتصاص الكوليسترول الحيواني المؤستر بشكل فعال من الجهاز الهضمي، فان معدلات الدهون لا ترتفع في الدم في الساعات الأولى من تناول الوجبة، و لكن بعد ٦-٧ ساعات، تقوم المرارة بإفراغ العصارة الصفراوية و يتم امتصاص الكولستيرول غير المؤستر و ترتفع معدلات الدهون في الدم بشكل ملحوظ. و من ثم تعود الى معدلاتها مرة أخرى بعد ٤-٦ ساعات أخرى، و لذلك يتم أخذ عينة دم لقياس الدهنيات بعد ١٠-١٢ ساعة من تناول الوجبة.

 

ان الكوليسترول في الدم هو عبارة عن جزيئ لا يتفاعل مع الماء كما هو معروف، و بما ان الماء هو محتوى عالي في مجرى الدم، فيجب ان يتم نقل جزيئات الكوليسترول داخل الدم عبر نواقل خاصة تدعى باسم ليبوبروتين (lipoproteins )، و هي عبارة عن بروتينات ذات خاصية على الارتباط بالكوليسترول من داخلها، و التفاعل مع الماء من خارجها. فتقوم على حماية الجزيئات اثناء نقله و وصولا به الى الجزء الخاص من الجسد لاستخدامه.

 

هناك عدة أنواع من هذه النواقل الليبوبروتين، و يتم تصنيف هذه الأنواع على حسب كثافة البروتين الناقل، فكلما قل حجم جزيئ البروتين الناقل كلما قلت كثافته. هذه الأنواع هي

 

  1. قليل جدا الكثافة VLDL
  2. متوسط الكثافة IDL
  3. قليل الكثافة LDL
  4. عالي الكثافة HDL

 

 

ان السبب الكامن لأهمية تفريق هذه الأنواع هو معرفة وظيفة هذه الأنواع، حيث ان نوع HDL يقوم على نقل الكوليسترول من الدم الى الكبد لإفرازه في الجهاز الهضمي او الى الخلايا ليتم صنع الهرمونات او غيرها مما يستفيد منه الجسد، و بالتالي فان وجود معدلات مرتفعة من الناقل HDL يوحي باستخدامات مفيدة و جيدة صحيا للجسد.

 

الا ان الناقل الأكبر و الأهم  للكوليسترول في الجسد هو LDL، حيث يقوم بنقل الكمية الأكبر منه الى الخلايا للاستفادة منه في صنع جدران الخلايا و الاعصاب و غيرها. و عند دخول هذا الناقل الى داخل الخلايا بحاجتها الكاملة، يتم إشباع هذه الخلايا بالكوليسترول و بالتالي يتم إيقاف دخول LDL الى داخل الخلايا و يتراكم وجوده داخل الدم. ان وجود كميات مرتفعة من هذا الناقل داخل الدم يتم التخلص منه عبر كريات الدم البيضاء الخاصة و التي تدعى بالماكروفيج (macrophage )، و التي تقوم على هضم هذا الجُزيئ و تعبر به عبر خلايا الشرايين الى داخل أنسجة الشريان مكونة ما يدعى خلايا رغوية (foam cells) و التي تُعتبر اول ظهور لتصلب الشرايين في الجسد و المسبب الأول لحدوث جلطات الشرايين كما هو الخال في جلطات القلب و الدماغ.

 

 

الدهون الثلاثية

 

 

اما بالنسبة للدهون الثلالثية، فانها سميت بهذا الاسم لكونها تحتوي الى ثلالث احماض دهنية مرتبطة

مع جزيئ الجليسارول. الدهون الثلالثية هي من اهم مصادر توليد الطاقة داخل الجسد بالإضافة الى الجلوكوز، و التي فيها يتم استخدام هذه الأحماض الدهنية لتصنيع مركب ATP   الأساسي لتوليد الطاقة.

 

لا يتم امتصاص هذا الجُزيئ في الجهاز الهضمي الا بعد تفكيك الأحماض الدهنية، و من ثم يتم إعادة تركيبه داخل مجرى الدم مرة أخرى. و بما ان هذا الجزيئ لا يتفاعل مع الماء أيضا، فيتم نقله عبر الدم من خلال الليبوبروتين الناقل VLDL و كذلك عبر الكيلوميكرون Chylomicron وصولا الى الخلايا لاستخدامه كمصدر لتوليد الطاقة، او الى الكبد حتى تتم عملية التخزين، او يتم تخزينه تحت الجلد في اكبر مصدر لتخزين الدهون لاستخدامها كمصدر للطاقة في حالات الصيام الطويل.

 

ان المصادر الغذائية التي تحتوي على الدهون الثلاثية هي متعددة، نذكر منها الفواكه، و بالاخص منها ما يكون غنيا بسكر الفركتوز مثل العنب و غيرها. و كذلك من المصادر الغنية أيضا هو المكسرات مثل الكاشو و الفستق و البندق. و كذلك البيض و الأجبان و الزبدة و الزيوت المهدرجة و الكحول.

 

ان تاثير ارتفاع الدهون الثلاثية في الأساس يكمن على البنكرياس بشكل أساسي و من ثم على الشرايين. فالمعدلات المرتفعة جدا منه قد تؤدي الى التهاب حاد و شديد في البنكرياس بالإضافة الى تاثيرها على الشرايين بشكل مزمن.

 

 

تاثير دهون الدم على الشرايين و آلية حدوث مرض تصلب الشرايين

 

 

كما ذكرنا ان وجود الكوليسترول في الدم عبر النواقل البروتينية و أهمها LDL و دخولها الى داخل الخلايا ليتم استخدامها في بشكل طبيعي للاستفادة منها في صنع جدران الخلايا او استخدامها كمصادر للطاقة، يتم إشباع هذه الخلايا بالكوليسترول و تصبح الخلايا غير قادرة على ادخال المزيد من جزيئات الكولسترول. و بهذا تزداد معدلات الدهون في الدم، و يصبح الكولسترول الزائد معرض للهضم من قبل خلايا الدم البيضاء الماكروفيج، و التي تمر عبر مسامات الاخلايا المُغلِّفة للشرايين لتستقر تحت هذه الخلايا في جدار الشرايين.

 

 

ان عملية مرور الكوليسترول عبر مسامات الخلايا المغلفة لجدار الشرايين (endothelium ) تبدأ في مرحلة أساسية حين يحدث عطل في عمل هذه الخلايا و تخسر هذه الخلايا خاصيتها في منع دخول الكوليسترول و المواد الضارة من خلالها. يحدث هذا العطل بسبب عدة عوامل في العادة نذكر من أهمها وجود عامل التدخين و مرض السكري و قصور الكلى المزمن و تعاطي العقاقير الضارة من المخدرات و غيرها.

 

بعد دخول جزيئات الكوليسترول داخل جدار الشريان تصبح معرضة لعمليات أكسدة متعددة و تحولها الى خلايا رغوية foam cells. تبدأ في هذه الحالة نشاط التهابي داخل جدار الشريان الذي يودي الى دخول كريات دم بيضاء و إفراز مستقطبات خاصة تقوم على جذب خلايا عضلية ملساء جديدة لتحيط بالخلايا الدهنية مشكلة بذلك الصفيحة الدهنية النهائية.

 

مع زيادة معدلات الدهون و استمرار وجود العوامل التي تودي الى عطل عمل خلايا الشريان، يزداد حجم الصفيحة الدهنية باتجاه تجويف الشريان مودية الى تضيق الشريان و تقليل تدفق الدم عبره. و في أحيان أخرى، قد يزداد حجم الصفيحة الدهنية بشكل يودي الى انفجار الصفيحة عبر خلايا و تحطيم الخلايا و تعرّي الدهون الى مجرى الدم، الامر الذي يستقطب العديد من الصفائح الدموية للتعامل مع تحطم الخلايا مودية الى خثرة دموية حادة و تجلط حاد في الشريان مع انسداده بشكل كامل.

 

مع مرور الزمن و تقدم العمر، تتعرض هذه الصفائح الدهنية الى عوامل تكلُّس، حيث تترسب الاملاح الكلسية الضارة في هذه الصفائح و على جدار الشريان المريض. تظهر هذه التكلسات ان كانت شديدة عبر الأشعة السينية الاعتيادية، و تكمن أهميتها في صعوبة علاج و فتح الشرايين المصابة ان كانت التكلسات شديدة.

 

ارتفاع دهون الدم

صورة توضح تكون الصفيحة الدهنية و تضيق مجرى الشريان

 

 

 

أمراض ارتفاع دهون الدم و الأسباب

 

يمكن تقسيم أمراض ارتفاع دهون الدم الى قسمين رئيسيين، و هما:

 

  1. أمراض تؤثر على التمثيل الغذائي، و هي الأكثر شيوعا و تدعى أيضا بالثانوية.
  2. الأمراض الوراثية و التي تودي الى ارتفاعات شديدة جدا و خطيرة، ولكنها اقل شيوعا بكثير و تدعى أيضا بالأولية.

 

ان الأمراض التي تودي الى خلل في التمثيل الغذائي متعددة و تودي هذه الحالات الى التأثير على مجموع الانزيمات و المستقبلات للكولسترول بشكل عام و التي تقوم على تكوين و تصنيع الكوليسترول و الدهون الثلاثية في الدم مؤدية الى ارتفاع معدلات الدهون و إشباع الخلايا بالكوليسترول، فيزداد تخزين الدهون الثلاثي في الطبقة الدهنية، و يزاد ترسب هذه الدهون في الشرايين بشكل اكبر.

 

نذكر من هذه الأمراض و المسببات ما يلي:

  1. مرض السكري
  2. نقص إفراز هرمونات الغدة الدرقية
  3. متلازمة الأيض الآي تودي الى اختلالات في معدلات السكر و الدهون و الضغط و الهرمونات و السمنة.
  4. أمراض الكلى من قصور الكلى او المتلازمة الكلوية لتهريب البروتين في البول.
  5. تناول الكحول
  6. تناول العلاجات المؤثرة على التمثيل الغذائي مثل حاصرات بيتا و مدرات الثيازايد و موانع الحمل

 

اما الأمراض الوراثية فهي قليلة و تكون ناتجة من خلل جيني يوثر اما على الانزيمات التي تقوم على تكسير الدهون لاستخدامها في وظائفها الطبيعية، و اما خلل في المستقبلات التي ترتبط بجزيئ الكولستيرول لإدخاله داخل خلايا الجسد.  الا ان معدلات ارتفاع دهون الدم فيها تكون شديدة جدا مؤثرة بشكل جليّ على الشرايين. نذكر من هذه الأمراض ما يلي:

 

  1. نقص الإنزيم المفكك لليبوبروتين (lipoprotein lipase deficiency)، حيث يقوم هذا الإنزيم بتفكيك الدهون الثلاثية في خلايا العضلات و القلب و الدهون لاستخدامها كمصدر للطاقة. و بنقص هذا الإنزيم، تزداد معدلات الدهون الثلاثية بشكل كبير في الدم مؤدية الى أمراض تصيب البنكرياس و الشرايين كما ذكرنا.
  2. نقص مستقبل LDL (LDL receptor deficiency) و الذي يقوم على الارتباط بجزيئ LDL لإدخاله داخل الخلايا و استخدامه بشكل طبيعي. ان نقص هدا المستقبل يودي الى ارتفاع معدلات الكوليسترول ال LDL في الأساس و بشكل عالي جدا الامر الذي يودي الى تصلب شرايين شديد و في سن مُبكرة.
  3. نفص مستقبلات Apo B, Apo E، و التي تعمل على الارتباط بالكوليسترول المحمول هلى كل من IDL, VLDL, LDL، ليتم إدخاله داخل خلايا الاعصاب و الدماغ و العضلات لاستخدامه كمصادر للطاقة. و بالتالي تزداد معدلات الدهون موديةً الى تصلب الشرايين و في سن مبكّر أيضا.

 

 

اعراض ارتفاع دهون الدم، العلامات و التأثيرات

في الواقع لا يسبب ارتفاع دهون الدم أي اعراض نهائيا، و ان الاعراض المذكورة في المواقع الطبيبة هي خاطئة و لا يجب أنسابها الى ارتفاع الدهون، بل يجب البحث عن أسباب أخرى. بل يودي ارتفاع دهون الدم الى بعض العلامات و الى تاثيرات و مضاعفات و التي بدورها تسبب اعراض خاصة بالجهاز المصاب من الجسد.

 

ان ارتفاع دهون الدم ، و بالاخص الوراثي منها قد يترك بعض العلامات الواضحة على الجلد، و التي قد تظهر هل شكل كتل دهنية حول جفون العين، او على الاكواع و الرُكب، و منها ما يظهر على اكف اليدين أيضا. و ان وجود هذه العلامات هي احد المؤشرات لوجود اختلال في ايض الدهون و بالاخص الوراثي منها و ارتفاع معدلاتها.

 

اما تاثيرات ارتفاع دهون الدم فتكون على جهازين أساسيين و هما:

  1. البنكرياس، و الذي قد يصاب بالتهاب حاد و شديد ناتج من ارتفاع الدهون الثلاثية. تظهر اعراض الالتهاب على شكل الم حاد و شديد في اعلى البطن مصاحب لحرارة عالية و استفراغ متكرر. يتم الكشف عن هده الحالة بإجراء فحوصات انزيمات البنكرياس الخاصة.
  2. الشرايين، حيث تودي ارتفاع الدهون الى مرض تصلب الشرايين و حدوث التضيقات الشريانية و نقص تروية الدم الى العضو المغذى بالشريان المصاب. فقد تؤثر على شرايين القلب او الدماغ اى الأطراف محدثةً ضعف في العضلات او جلطات.

ارتفاع دهون الدم

 

صورة تظهر علامات ارتفاع دهون الدم و التي تظهر على الجلد و ترسبها حول الجفن.

 

 

تشخيص ارتفاع دهون الدم

 

يتم تشخيص هذه حالات ارتفاع الدهنيات عبر اجراء فحص دم مخبري و الذي من خلاله تتم دراسة تركيز الليبوبروتين الناقل للكوليسترول كما ذكرنا في بداية المقال، فيتم فحص كل من:

  • تركيز مجموع الكوليسترول في الدم
  • تركيز معدلات LDL و هو ما يدعى بالكوليسترول الضار
  • تركيز معدلات HDLو هو ما يدعى بالكوليسترول النافع كما هو موضح في بداية المقال أيضا.
  • تركيز معدلات الدهون الثلاثية TGs.

 

و لدراسة التركيز الحقيقي لهذه المعدلات بعد إشباع خلايا الجسد بحاجة استخدام الكوليسترول، يتم فحص هذه المعدلات بعد ١٠-١٢ ساعة من تناول اخر وجبة طعام، أي بعد صيام ١٠-١٢ ساعة، و السبب من ذلك موضح في بداية المقال أيضا.

 

ان تركيز معدلات هذه الفحوصات تختلف باختلاف العمر، و لكن نتحدث في الإجمال ان معدلات الكوليسترول النافع HDL يفضّل ان تكون اكثر من ٤٠ ملغم، و و معدلات LDL  يفضل ان تكون اقل من ١٩٠ لدى الأصغر عمرا و اقل من ١٣٠-١٦٠ لمن هم اكبر سناً او مع وجود أمراض أخرى مثل مرض السكري او أمراض الكلى و غيرها.

 

اما بالنسبة للدهون الثلاثية فان معدلات الفحص الطبيعي فيها متفاوتة و تتراوح ما بين ١٥٠- ٢٥٠ ملغم، و كلما كانت اقل فهي افضل للصحة.

 

ان الأسباب الثانوية التي تؤثر على ايض الدهون تسبب ارتفاعات غير صحيّة في معدلات الدهون، الا ان هذه المعدلات لا تزال تبقى قريبة من المعدلات الصحيّة، فنذكر على سبيل المثال ان معدلات الدهون الضارة قد تصل الى ٢٢٠-٢٥٠، و الثلاثية الى ٣٠٠-٤٠٠، و بتلك المعدلات نفهم ان سبب الخلل في هذه الحالات تكون ثانوية، أي بسبب اختلال عمليات الأيض الناجمة من أمراض أخرى.

 

اما الارتفاعات الشديدة جدا، و التي تصل الى الآلاف، فانما هي دلالة على وجود الأمراض الوراثية الجينية و التي قد ذكرناها في بداية مقالنا.

 

 

علاج ارتفاع دهون الدم

 

ان الية علاج ارتفاع الدهون تهدف الى خفض معدلات الكوليسترول الضار و الثلاثي داخل الدم و رفع معدلات الكوليسترول النافع HDL. و كما ذكرنا ان معظم حالات ارتفاع الكوليسترول تكون ناتجة لأسباب ثانوية مؤثرة على عملية الأيض، فان الأساس في علاج ارتفاع الكوليسترول في البداية يكمن بعلاج المسببات.

 

نذكر انه يجب علاج كل من أمراض السكري و اعتلالات الغدة الدرقية و أمراض الكلى و السمنة على الوجه الأمثل قبل البدأ باي علاج دوائي، حيث ان معدلات الكوليسترول قد تعود الى الطبيعية بعلاج الأسباب الثانوية.

 

و من اهم آليات العلاج التي تودي الى خفض الكوليسترول الضار و ارتفاع تركيز النافع منها هو ممارسة الرياضة المستمرة و الإقلاع عن التدخين بشكل مهم. حيث ان الكثير من الحالات يتم الاستغناء عن العلاج الدوائي للدهون مع ممارسة الرياضة.

 

العلاجات الدوائية للكوليسترول هي مختلفة، أهمها ما يعمل على إيقاف عمل الانزيم الأساسي المصنع للكوليسترول داخل الكبد و الذي يدعى HMG CoA، حيث اثبتت الدارسات ان العلاجات المثبطة لعمل هذا الانزيم تقلل من معدلات الدهون الضارة و رفع النافع منها و كذلك على التقليل من حد ترسب الكوليسترول الضار على الشرايين، و هذه الميِّزة تكون اقل كفائة مع العلاجات الأخرى. تدعى مجموعة هذه العلاجات بمجموعات الستاتين Statins.

 

من العلاجات الأخرى ما يقوم على منع امتصاص الدهون من الجهاز الهضمي، و أخرى ما يودي الى زيادة إفرازه في المرارة و تفكيكه حتى لا يتم امتصاصه مرة أخرى.

 

اما ارتفاع الدهون الثلاثية فهي تعالج عبر عقاقير خاصة تدعى بالفايبريتس Fibrates، و التي تقوم على التقليل من المعدلات و كذلك من خطرترسب الدهون في جدار الشرايين، و لكن باقل كفائة من علاجات الستاتين. و أيضا قد تقل معدلات الدهون الثلاثية مع تناول علاجات الاوميجا ٣.

 

من المهم الإشارة الا ان الدراسات قد اثبتت عدم أهمية علاج الدهون الثلاثية و التي هي اقل من معدلات ٤٠٠ ملغ، و انه لا يجب إعطاء العلاجات الدوائية الا اذا كانت اكثر من هذه المعدلات، و كذلك اشارت الدراسات ان تاثير الدهون الثلاثية على تصلب الشرايين هو قليل، و يزداد هذه التأثير فقط في حالات السكري و أمراض الكلى، و ان الخطر الأكبر من ارتفاع الدهون الثلاثية الشديد يكمن على البنكرياس و ليس على الشرايين.

 

هناك بعض الدراسات المختلفة التي تشير الى فائدة اجراء فحص وقائي للدهون في الإعمار الأقل من ٤٠ عام ليتم علاجها وقائيا قبل حدوث مرض تصلب الشرايين، الا ان النتائج تشير ان البدأ في إعطاء العلاج الدوائي لا يفيد بشكل كبير مثلما هو علاج المسببات و المحافظة على الرياضة المستمرة.

 

إحجز موعد مع الدكتور عمرو رشيد إضغط هنا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم الدكتور عمرو رشيد
أخصائي أمراض القلب و الشرايين
أخصائي قسطرة الأوعية الدموية و الشبكات

هاتف: ٠٧٧٥٦٦١٠٠٦ / ٠٦٥٦٦١٠٠٦

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *