احتشاء عضلة القلب

“قبل الحديث عن احتشاء عضلة القلب ننوه في البداية أن المقالات القلبية التي تمت كتابتها في موقعنا الالكتروني هي مكتوبة من قبل الدكتور عمرو رشيد نفسه، و هو استشاري في أمراض القلب والشرايين والقسطرة العلاجية، و ليس من قبل طلاب الطب أو غيرهم من دون اختصاص القلب، و بذلك فإن دقة المعلومات المذكورة هي عالية و صحيحة”

 

لقراءة و فهم تصلب شرايين القلب و علاجها يمكنك قراءة مقالي عبر الرابط …

 

ما هو المقصود باحتشاء عضلة القلب ؟

إن مفهوم احتشاء عضلة القلب يشير إلى حدوث جلطة قلبية (أو نوبة قلبية حادة) ناتجة من تسكير في أحد الشرايين القلبية و في الغالب انسداد شريان قلبي (تاجي أو يسمى أيضا اكليلي) بشكل مفاجئ و كامل مؤديًّا الى انقطاع الدم و الأوكسجين الى ذلك الجزء من عضلة القلب. إن هذا الانسداد يؤدي الى حدوث تلف في الأنسجة العضلية والتي يتعامل معها الجسم كمنطقة ملتهبة ومتورمة بالسوائل وعوامل الالتهاب و هذا ما يسمى “بالاحتشاء”. 

 

أنواع النوبات القلبية

إن النوبات القلبية في حقيقتها تنقسم الى ثلاثة أنواع رئيسية وهي:

• الجلطة القلبية الحتمية: و هي أيضا تدعى احتشاء عضلة القلب، و تنتج هذه الحالة من انسداد مفاجئ في شريان رئيسي للقلب في الغالب، وذلك بشكل كامل (100%). و تتميز هذه الحالة بحدوث ألم مفاجئ في الصدر مع وجود تغيرات جلية و واضحة على تخطيط القلب (رسم القلب) و تدعى علميا ST Elevation Myocardial Infarction (STEMI)، بغض النظر عن وجود ارتفاع في أنزيمات القلب في بداية النوبة حيث أن ارتفاع انزيمات القلب قد يحدث بعد بضع ساعات قليلة من حدوث الألم. 
• الذبحة الصدرية غير المستقرة: و تنتج هذه الحالة من انسداد مفاجئ و شديد في شرايين القلب و لكن ليس كاملًا (80-90%؜) ، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث ألم مفاجئ في الصدر وقد يصحبه تغيرات مختلفة في تخطيط القلب، و هي ليست مثل  تغيرات الجلطة القلبية الحتمية (احتشاء عضلة القلب) و التي يجب على الطبيب أن يميزها. تكون إنزيمات القلب في هذه الحالة مرتفعة حيث أن المريض في الغالب يزور الطوارئ بعد بضع ساعات من حدوث الألم. 
• الذبحة الصدرية المستقرة: و تنتج هذه الحالة أيضًا من انسداد في شريان قلبي رئيسي في الغالب و قد يصاحبها (و ليس بالضرورة) تغيرات في تخطيط القلب و لكن تكون إنزيمات القلب سليمة وغير مرتفعة في هذه الحالة. و بما أن تخطيط القلب و الإنزيمات قد يكونوا طبيعيين و سليمين أثناء التقييم الأولي، فإن تشخيص هذه الحالة في الأساس يتم عبر تقييم طبيعة ألم الصدر في الأساس و بشكل دقيق و قد يتم إدخال المريض إلى المستشفى للمراقبة في حال وجود أي اشتباه في الحالة. 

 

أسباب احتشاء عضلة القلب (أسباب الجلطة القلبية)

إن السبب الرئيسي لحدوث الجلطة القلبية (احتشاء عضلة القلب) هو حدوث انكسار (او تمزق او انسلاخ) في صفيحة دهنية مترسبة في جدار الشريان القلبي. قد تكون هناك صفائح دهنية مترسبة في جدار الشرايين القلبية و لكن ليس كل صفيحة دهنية هي معرضة للانكسار، حيث ان الصفيحة الدهنية الغير مستقرة في تكوينها هي من تكون أكثر عرضة لهذا الانكسار. 

 

في حال تم حدوث انكسار في الصفيحة الدهنية فإن ما بداخلها من دهون ضارة يصبح ظاهرا داخل الشريان القلبي. يتعامل الجسم مع هذه الكتلة من الدهون الظاهرة على أنها جرح في الشريان و حينها تتجمع الصفائح الدموية عليها و عوامل التخثر، مؤديةً الى حدوث خثرة قلبية داخل الشريان القلبي (التاجي)، ومؤديةً إلى انسداد كامل في الشريان و حدوث احتشاء عضلة القلب (الجلطة القلبية). 

 

من الأسباب النادرة لحدوث الجلطة القلبية و التي يجب علينا ذكرها أيضًا ما يلي:

• حدوث انسلاخ في طبقات الشريان التاجي (القلبي) مع تعرض الطبقات الداخلية للشريان الى التخثر و تسكير الشريان (coronary dissection ). 
• حدوث تشنج في شريان القلب (التاجي) دون وجود مرض حقيقي في الشريان (coronary spasm). و قد يكون هذا التشنج شديد جدًا بحيث يؤدي إلى تسكير كامل في شريان القلب دون وجود خثرة قلبية. و يتم علاج هذه الحالات بطريقة مختلفة عن علاج الخثرة. (اقرأ في علاج احتشاء عضلة القلب). 

 

عوامل الخطورة المساعدة لحدوث احتشاء عضلة القلب (الجلطة القلبية)

إن ما ذكر سابقًا من انكسار الصفيحة الدهنية هو من الأسباب لحدوث احتشاء عضلة القلب (الجلطة القلبية)، و لكن ما الذي يساعد على تشكل هذه الصفائح الدهنية؟ و من هنا يجب علي أن أذكر أن هناك فرق ما بين الأسباب المؤدية إلى حدوث الجلطة و بين عوامل الخطورة المؤدية لها، حيث أن عوامل الخطورة هي عوامل مساعدة لتشكل هذه الصفائح الدهنية و ليست كسبب مباشر لتكونها. و من هذه العوامل نذكر ما يلي: 

• مرض السكري، حيث أن هذا هو العامل الأهم و الأخطر في حدوث مرض تصلب الشرايين. 
• انعدام الحركة الصحية الرياضية؛ و هي ثاني أهم عامل خطورة. 
• الغذاء الغير صحي الغني بمنتجات الطحين و السكر الأبيض و المقالي و التي تؤدي الى ارتفاع الدهون الضارة. 
•  ارتفاع ضغط الدم المزمن و الغير معالج.
• التدخين 
• السمنة المفرطة.
• وجود تاريخ أسري من الدرجة الأولى في أمراض شرايين القلب.

 

أعراض احتشاء عضلة القلب (أعراض الجلطة القلبية)

وفيما يلي بيان الأعراض:

• إن أعراض الجلطة القلبية و النوبة القلبية عادة ما تحدث فجأة دون وجود علامات سابقة لها، وأهم هذه الأعراض هو حدوث ألم مفاجئ و شديد في منطقة منتصف الصدر و يصفه المريض عادة بوجود حرقة مثل النار مفاجئة في الصدر، قد تتوزع إلى الأكتاف أو إلى الحنجرة. قد يصاحب هذا الألم الشعور بضيق في التنفس او التعرق. 

• قد يصف بعض الأشخاص الشعور بالألم في أعلى منطقة البطن أو المعدة و قد يصاحبه الشعور بالغثيان أو الاستفراغ، و هذا قد يدل على حدوث جلطة قلبية تصيب الجدار السفلي من عضلة القلب حيث أن هذا الجدار يكون جالسًا على الحجاب الحاجز الذي تحته تقع المعدة مباشرة. عند احتشاء الجدار السفلي فإن ذلك قد يهيج المعدة مؤديًّا إلى الشعور بالألم في المعدة، و الغثيان او القيء. 
• الإغماء المفاجئ والذي قد يكون ناتج في الغالب من اضطراب نبض القلب و حدوث تسارعات بطينية خطيرة أو توقف القلب. 
• ننوه أيضًا أن هناك بعض فئات من المرضى الذين قد يصيبهم احتشاء عضلة القلب دون الشعور بالألم نهائيًّا و إنما قد يشعرون بتأثيرات الاحتشاء المباشرة مثل القيء فقط، أو الشعور بضيق التنفس الشديد و المفاجئ ناتج من ضعف عضلة القلب. 

 

هناك ثلاث فئات من هؤلاء الأشخاص الذين قد لا يشعرون بألم الصدر الناتج من احتشاء عضلة القلب ( الجلطة القلبية) و هم:

• مرض السكري المزمن و الذي يؤثر على الأعصاب و يُفقِد المريض الشعور بالألم. 
• كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 75 عام. 
• المرضى الذين تم إجراء لهم عملية قلب مفتوح سابقا. 

 

تشخيص احتشاء عضلة القلب (تشخيص الجلطة القلبية)

يتم تشخيص هذه الحالات عادًة في الطوارئ بعد لجوء المريض إلى المستشفى كحالة طارئة، و حينها يتم إجراء تخطيط القلب و الذي يظهر تغيرات الجلطة القلبية بشكل جلي و واضح لدى الطبيب بوجود تغيرات الجلطة القلبية. 

 

يتم أيضا فحص إنزيمات القلب الخاصة بعضلة القلب مثل ما يدعى إنزيم التروبونين و الذي بموجبه يُدعِّم تشخيص احتشاء عضلة القلب. (إقرأ في مقال انزيمات القلب)

 

قد نلجأ في بعض الحالات إلى إجراء فحص صدى القلب الصوتي (فحص الايكو) و الذي قد يظهر الجدار القلبي الضعيف المُتأثر بالجلطة القلبية لشريان القلب المسدود. 

 

أنوه هنا أيضًا أن في بعض حالات الجلطة القلبية يكون تخطيط القلب و إنزيمات القلب سليمة في بداية الفحص، و من هنا يأتي دور الطبيب في السماع الكامل لقصة المريض و تحليل الأعراض بشكلٍ جلي و دقيق، حيث يمكن تشخيص حالة الجلطة فقط عن طريق سماع قصة المريض وتحليلها بدقة. 

 

أما التشخيص النهائي لهذه الحالة فيتم عبر إجراء القسطرة القلبية (اقرأ في مقال القسطرة القلبية) حيث يظهر الشريان المتجلط و المسدود بشكل جلي و واضح للمشاهد. 

 

علاج احتشاء عضلة القلب (علاج الجلطة القلبية) 

إن آلية العلاج الأساسية لاحتشاء عضلة القلب والنوبة القلبية الناتجة من تسكير شريان القلب تكمن في فتح الشريان القلبي المصاب، و هنا يجب أن أنوه أن كل تأخير في فتح هذا الشريان قد يعرض المريض إلى خطر مضاعفات الجلطة القلبية و التي سأتطرق لها بإيجاز في مقالي هذا. 

 

يجب علاج انسداد شريان القلب كحالة طارئة ومستعجلة جدًا و ذلك خلال الساعات الثلاث الأولى كحد أقصى من الإصابة بها للتقليل أو حتى منع حصول مضاعفات الجلطة القلبية، و يتم ذلك عبر طريقين رئيسيين، و هما:

• الطريقة الأولى: و هي الأهم و الأفضل، و تكمن عبر إجراء قسطرة قلبية مستعجلة جدًا و تصوير شرايين القلب لمعرفة الشريان المسبب للحالة. بعد الكشف عن الشريان يتم فتح هذا الشريان المتجلط عبر تركيب شبكة قلبية في مكان التسكير مع عودة مجرى الدم عبر الشريان الى القلب و إنعاش المنطقة المصابة بالأكسجين. (إقرأ عن الشبكات القلبية في مقالي عبر الرابط التالي…) (إقرأ عن القسطرة القلبية في مقالي عبر الرابط التالي….)
• الطريقة الثانية: تكمن عبر إعطاء إبرة الحياة، وهي إبرة خاصة مميعة قوية جدًا للدم تعمل بشكل متخصص على إذابة الخثرة الدموية و تحليلها بشكل مباشر. يتم استخدام هذا العلاج فقط داخل المستشفيات التي لا تتوفر فيها إمكانيات إجراء القسطرة القلبية حيث أن كل تأخير في العلاج كما ذكرنا يعرض المريض إلى مضاعفات جلطة القلب. فيتم إعطاء إبرة الحياة كإجراء أولي للحفاظ على حياة المريض و من ثم يجب نقل المريض إلى مستشفى آخر لديه إمكانيات إجراء القسطرة القلبية. 

 

لا يجب الاعتماد على ابرة الحياة كآلية علاج وحيدة لفتح الشريان حتى لو زالت أعراض الجلطة القلبية بالكامل و شعر المريض بالارتياح من جميع الأعراض و رجوع تخطيط القلب إلى حالته الطبيعية، و ذلك لأن إبرة الحياة تقوم على إذابة الخثرة الدموية فقط و لكن تبقى الصفيحة المنكسرة داخل الشريان عرضة لعوامل التخثر مرة أخرى. و بذلك فإنه يجب على كل مريض أعطيت له ابرة الحياة إجراء القسطرة القلبية خلال 24 ساعة من إعطاء ابرة الحياة للضرورة القصوى. 

 

مضاعفات احتشاء عضلة القلب (مضاعفات الجلطة القلبية) 

 

يمكنك القراءة عن مضاعفات احتشاء عضلة القلب عبر الرابط التالي….،

 

للمزيد تعرف على أسباب تسارع دقات القلب| الخفقان القلبي| النخز القلبي| ضيق التنفس| وهي جميعها تظهر ضمن حالة تعرف بحالة العصب القلبي الحساس .

أخيرًا لا بُد من التذكير بأن اختيار طبيب ماهر وكفء ذو خبرةٍ واسعة يلعب دورًا في الحصول على تشخيص وعلاج دقيق لحالتك، لذا لا تتردد في حجز موعدك مع عيادة الدكتور عمرو رشيد عبر الواتساب او الهاتف :

 00962775661006

0096265661006

 

شاهد أيضًا فيديو مضاعفات الجلطة القلبية: