Contents
إحجز موعد مع الدكتور عمرو رشيد إضغط هنا
النبض القلبي الهاجر
النبض الهاجر، او النبضة الهاجرة، او النبضة الشاردة، هي عبارة عن نبضة قلبية سابقة لأوانها يشعر بها الشخص المصاب اما بشكل نادر و اما بشكل متكرر الامر الذي يستدعي اللجوء الى الطبيب لإجراء الفحص الطبي القلبي لمعرفة التشخيص و السبب، و سأتحدث من خلال مقالي هذا عن تعريف النبض الهاجر و أعراضه، أسبابه و علاجه.
ما هو النبض الهاجر :
كما أشرنا سابقا ان النبض الهاجر هو نبضة قلبية سابقة لأوانها تودي الى عدم انتظام النبض القلبي. كما هو مبين في المقالات السابقة، فان منشأ النبض الطبيعي يصدر من العقدة الجيبية الاذينية و التي تودي الى إصدار نبضات قلبية منتظمة متتالية تودي الى انقباض الأذينين في البداية، و من ثم تنتقل الى البطينين مؤدية الى انقباضهما (إقرأ في مقال كهرباء القلب).
ان منشأ النبض الهاجر يصدر من بؤرة متولِّدة اما من جدار الاذين و اما من جدار البطين، و بالتالي فهي اما تكون نبضة هاجرة بطينية او نبضة هاجرة أذينية. تؤدي هذه النبضة الشاردة الى تثبيط العقدة الجيبية الاذينية لأجزاء من الثانية و بشكل مؤقت و من ثم يعود النبض الطبيعي مرة أخرى.
في العادة تحدث النبضة الهاجرة بشكل منفرد و تكون غير متتالية و متباعدة عن بعضها البعض بأوقات تصل الى سنوات (أي انها نادرة الحدوث)، او متقاربة جدا حيث انها تحدث عدة مرات في الدقيقة الواحدة.
صورة توضح بؤر النبض الهاجر حديثة المنشأ في الاذينات
صورة تظهر وجود النبض الهاجر البطيني عبر التخطيط
أعراض النبض القلبي الهاجر :
يشعر الشخص بوجود النبض الهاجر على شكل نبضة او ضربة قلبية قوية داخل الصدر و التي قد يصاحبها الشعور بخفوت او سكوت القلب و من ثم الشعور بنبض القلب الطبيعي و اختفاء أي شعور بالنبض الطبيعي. و كما ذكرنا قد يشعر بها الشخص بشكل نادر او بشكل متكرر.
في أحيان أخرى قد يحدث النبض الهاجر بشكل متكرر ولا يشعر به المريض نهائيا. في العادة يشعر الشخص بالنبض الهاجر البطيني و ذلك لقوة الانقباض البطيني الحاصل بشكل مفاجئ و غير مسبوق. اما النبض الهاجر الاذيني قد لا يشعر الشخص بالنبض الهاجر لان الشارة الكهربائية تنتقل الى البطين موديةً الى انقباضه بشكل طبيعي.
قد يشعر الشخص المصاب ببعض الاعراض المصاحبة للنبض الهاجر مثل النخز الصدري او ضيق في التنفس او الشعور بالدوخة، الا ان هذه الاعراض ليست بسبب النبض الهاجر مباشرة، و لكن قد تعزى الى وجود السبب الأكثر شيوعا لها و هي اعراض تابعة للعصب القلبي الحساس.
أسباب النبض القلبي الهاجر :
هي متعددة و نذكر منها ما يلي من الأكثر شيوعا الى الأقل شيوعا
- حالة العصب القلبي الحساس و التي تودي زيادة تدفق الادرينالين الى العضلة القلبية.
- التدخين
- ارتفاع ضغط الدم الغير معالج جيدا
- قلة النوم
- ضعف عضلة القلب
- تصلب شرايين القلب و نقص تروية القلب بالاوكسجين
- تضخم الاذينات الناتج من أي أمراض تودي الى توسع الاذينات القلبية
- اعتلال الصمامات القلبية الشديد
- بعض العلاجات الدوائية مثل الديجوكسين، الكحول، الكوكايين و بعض مضادات الاكتئاب
- اعتلال أملاح الدم مثل أملاح الكالسيوم و البوتاسيوم و المغنيسيوم
- فرط إفراز الغدة الدرقية.
- أمراض الرئة المزمنة و التي قد تؤثر على ارتفاع ضغط الشريان الرئوي و ضعف الجهة اليمنى من القلب.
تشخيص وجود النبض القلبي الهاجر :
يمكن تشخيص وجود النبض الهاجر عبر اجراء تخطيط القلب السيار ECG، حيث يتم التميز بين نوع النبض الهاجر ان كان بطيني المنشأ او أذيني المنشأ.
في بعض الأحيان، و التي يكون فيها النبض الهاجر قليلا ولا يظهر على التخطيط السيار، يمكن رصد النبض الهاجر عبر تركيب جهاز مراقبة تخطيط القلب ٢٤-٤٨ ساعة الهولتر. و يمكن الاستفادة من هذا الفحص بإحصاء عدد النبض الهاجر اليومي ان كان متكررا كثيرا، حيث ان الية العلاج قد تختلف ان كان عدد النبض الهاجر كثيرا كما هو مُبين في بند العلاج.
من الممكن أيضا الاستفادة من اجراء فحص الجهد في تقيم النبض الهاجر، حيث ان ظهور النبض الهاجر اثناء فحص الجهد قد يفيد في تقيم السبب الكامن له و الذي من الممكن ان يكون بسبب تصلب شرايين القلب. و كذلك فان اختفاء النبض الهاجر اثناء الجهد قد يفيد بان الية العلاج قد تكون عبر ممارسة الرياضة اليومية.
يتم اجراء فحص الايكو أيضا لدراسة أي أسباب تتعلق بعضلة القلب و الصمامات من حيث وجود أي ضعف في العضلة او تضخم العضلة الشديد او وجود أي اعتلال في الصمامات القلبية و كذلك دراسة حجم الاذينات القلبية.
قد نحتاج الى اجراء بعض الفحوصات المخبرية من أملاح الدم البوتاسيوم و الكالسيوم بالإضافة الى هرمون الغدة الدرقية.
يتم الفحص للعصب القلبي بإجراء التقيم الصحيح لهذه الحالة داخل العيادة و الكشف عن علامات وجودها في العيادة، و من ثم يتم اجراء الفحص الخاص لها عبر الفحص المائل ان لزم الامر. اقرأ عن العصب القلبي الحساس.
علاج النبض القلبي الهاجر :
ان علاج النبض الهاجر يعتمد على في الأساس على شدة الاعراض و على نسبة النبض الهاجر من النبض الطبيعي. فمن المهم الذكر في البداية انه ان كانت نسبة النبض الهاجر هي اكثر من ٢٠٪ من النبض الطبيعي و الذي يظهر عبر فحص الهولتر، فان آلية العلاج تختلف ان كان النبض الهاجر اقل من ذلك.
في العادة تكون نسبة النبض الهاجر اقل من ١-٥٪، و في هذه الحالات تعتمد الية العلاج على علاج السبب بشكل مباشر بالإضافة الاعتماد على العلاج الدوائي. ان العلاجات الدوائية الأمثل في تثبيط البؤر المسببة للنبض الهاجر هي حاسرات بيتا او حاصرات الكالسيوم.
و يجب أيضا علاج الأسباب الكامنة لظهور التبض الهاجر من علاج أي اعتلال في أملاح الدم او علاج الصمامات القلبية المريضة و علاج ضعف العضلة على الوجه الأمثل. و كذلك يجب الابتعاد عن التدخين او العلاجات المسببة للنبض الهاجر و علاج أي أمراض تتعلق بالغدة الدرقية و غيرها.
اما ان كانت نسبة النبض القلبي الهاجر تفوق ٢٠٪ من النبض الطبيعي فان آلية العلاج تكون دوائية مع حاصرات بيتا او حاصرات الكالسيوم بالإضافة الى احتمالية الحاجة لإجراء عملية كي للبؤرة المسببة للنبض الهاجر البطيني.
تكمن أهمية علاج النبض القلبي الهاجر البطيني الشديد عبر الكي الكهربائي في ان هذا النبض المتكرر قد يتحول الى تسارع بطيني. ان التسارع البطيني هو حالة خطيرة و قد تتحول الى رجفان بطيني الذي قد يودي الى توقف القلب المفاجئ.
اما الحالات الناجمة من العصب القلبي الحساس و التي هي الأكثر شيوعا، فيتم علاجها عبر العلاجات الدوائية الخاصة بها و غير الدوائية المذكورة في مقال العصب القلبي الحساس (اقرأ عن العصب القلبي الحساس).
إقرأ أيضاً عن :
دواعي وأسباب تركيب الشبكة القلبية
تشخيص تصلب شرايين القلب وعلاجه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النبض القلبي الهاجر
بقلم الدكتور عمرو رشيد
أخصائي أمراض القلب و الشرايين
أخصائي قسطرة الأوعية الدموية و الشبكات
إحجز موعد مع الدكتور عمرو رشيد إضغط هنا
هاتف: ٠٧٧٥٦٦١٠٠٦ / ٠٦٥٦٦١٠٠٦
