fbpx

دواعي و أسباب تركيب الشبكة القلبية

الشبكات القلبية

Contents

إحجز موعد مع الدكتور عمرو رشيد إضغط هنا

دكتور عمرو رشيد

 

من المهم جدا للقارئ معرفة متى يجب ان تتم تركيب الشبكات القلبية، حيث ان تركيب الشبكة القلبية ان لم يكن ضروريا فان ذلك قد يودي الى مشاكل صحية مرضية مستقبلية في الشرايين قد تكون معقدة في حين كان من الممكن تفاديها بعلاجها دوائيا. و كذلك يجب على المريض معرفة طبيبه المختص و مدى المصداقية في التعامل مع هذه الحالات، و نسال الله العظيم ان يجعلنا من أهل الصدق و الأمانة العملية.

 

كما ذكرت في بداية مقالي عن تصلب الشرايين، فان التضيقات الشريانية القلبية الشديدة تكون فيها نسبة التضيق اكثر من ٦٠٪؜ من قطر الشريان، و هذه التضيقات تودي الى حدوث اعراض قلبية خاصة، و بالتالي فان التضيقات التي تكون ٧٠٪؜ فأكثر في الشرايين الرئيسيّة يجب فتحها عبر القسطرة القلبية و تركيب الشبكات القلبية.

 

تضييق الشريان الشبكة القلبية
صورة توضح تضيق شديد في الشريان التاجي الأيمن كما هو مبين في الصورة على اليسار. الصورة التي على اليمين تظهر الشريان الطبيعي.

 

 

ننوه ان وجود التضيقات الشديدة بهذه النسب في الشرايين الفرعية الصغيرة، او في نهايات الشرايين و التي تغذي جزئ صغير من عضلة القلب، فانه لا يجب تركيب فيها الشبكات القلبية نهائيا، حيث ان نسبة تضيق الشبكات الصغيرة و انسدادها في المستقبل عالية جدا ولا تفيد. و هذه من اهم الأسس التي يجب ان يتعامل فيها الطبيب المختص أدبياً و هذا ما يميز مصداقية و أمانة عملنا.

 

ان انسداد هذه الشرايين الفرعية الصغيرة او نهايات الشرايين لا يودي الى خطر على صحة القلب و الحياة، و في العادة يتم تروية الجزء المصاب من العضلة عبر شرايين صغيرة جديدة تنشأ من الشريان الرئيسي. و من هنا نفهم ان العضلة القلبية تحمي نفسها من الضرر بشكل جزئي مع تولُّد هذه الشرايين الدقيقة ذاتيا.

 

و لكن ان كان الشريان الفرعي كبير القطر و يغذي جزئ جيد من العضلة القلبية، فان ذلك يستدعي فتح الشريان المصاب و تركيب الشبكة القلبية داخله.

 

ان ألم الصدر الذي قد يصيب الشخص له مواصفات مختلفة (إقرأ عن ألم الصدر و أسبابه)، و يجب على الطبيب ان يُميِّز مواصفات هذا الألم بأسلوب حرفي للتوصل الى السبب الحقيقي لألم الصدر. و نقول هنا، ان الم الصدر الناتج عن تصلب الشرايين هو ألم اثناء المجهود و يختفي هذا الألم عند الراحة، و ان حدثت نفس مواصفات الألم عند الراحة، فان ذلك قد يشير الى تحول هذه الحالة الى ذبحة صدرية او جلطة قلبية حتمية.

 

الا ان ألم الصدر المتنقل و المتكرر و الذي يوصف في اغلب احيانه انه نخز قلبي فهذا ليس من مواصفات انسداد شرياني ولا يستدعي اجراء القسطرة القلبية في أساسه. يتم تقيم حده الحالات عبر اجراء فحص الجهد في الأساس، فان لم تظهر أي علامات لتصلب الشرايين الشديد عبر فحص الجهد فذلك  يثبت ان ألم الصدر ليس قلبيا من أساسه، و يجب دراسة الأسباب الأخرى له. (اقرأ عن ألم الصدر و أسبابه).

 

ما اود قوله من خلال حديثي عن الم الصدر، انه لا يجب علاج الشرايين المتضيقة بشكل متوسط و التي هي اقل من ٦٠٪؜ بناءً فقط على وجود اعراض غير حتمية لشرايين القلب كما ذكرت، حيث ان بعد تركيب الشبكة القلبية في هذه الحالات يلاحظ المريض عدم زوال الألم، و بالتالي فان تركيب الشبكة القلبية لم يكن له ضرورة في الأساس الامر الذي قد يزيد من حدوث المشاكل الصحية التي كان من الممكن تفاديها.

 

اما التضيقات الشريانية التي تصل الى ٦٠٪؜ و التي يجد فيها الطبيب بعض من التردد في تركيب الشبكة القلبية لها، فيمكن الاعتماد هنا على ٦ من الوسائل التي يمكن ان  يُعتمد عليها في اتخاذ قرار حتمي لها و هي:

 

  1. وجود الم في الصدر مع الجهد و يزول عند الراحة و الذي يدل بشكل حتمي انها مواصفات شرايين قلبية، و بالتالي يتطلب الامر تركيب الشبكة القلبية داخلها.
  2. اجراء فحص الجهد قبل اجراء القسطرة القلبية في الأساس، فان كان فحص الجهد يشير بشكل حتمي الى وجود مشكلة شرايين قلب متضيقة، فيجب تركيب شبكة قلبية فيها.
  3. اجراء دراسة تدفق الدم عبر الشريان و الذي يدعى FFR أو iFR، و الذي من خلاله يتم دراسة فرق الضغط داخل الشريان ما قبل التضيق و ما بعد التضيُّق، فان كان الفرق كبير، فذلك يستدعي تركيب شبكة قلبية بما يتوجب عليه في أخذ القرائة الحقيقية الصحيحة دون التلاعب في نتائج القرائات.
  4. اجراء فحص تنظير صدى صوتي خاص داخل جدار الشريان و الذي يدعى Intravascular Ultrasound IVUS. يتم اجراء هذا الفحص في حالات خاصة لدراسة بعض التقرحات داخل جدار الشريان و غيرها، الا ان تكلفة هذه الفحص في بلادنا تحد من استخدامه بشكل كبير.
  5. اجراء صورة نووية لعضلة القلب و التي قد تُظهر تاثر العضلة القلبية من تضيق هذا الشريان. يتم اجراء و دراسة هذه الصورة في مراكز خاصة في بلادنا الأردن و نقوم نحن بمتابعة هذه الدراسة أيضا و الجزم بحاجة تركيب الشبكة القلبية ام لا.
  6. وجود تضيق بنسبة ٦٠٪؜ في الشريان الجذعي الايسر فان ذلك يستدعي تركيب شبكة قلبية دون اللجوء الى أي من الوسائل التي ذكرتها سابقا.

 

وجود تضيق شديد في الشريان الشبكة القلبية
صورة توضح وجود تضيق شديد في الشريان الجذعي الايسر (السهم الأعلى) و الذي يتفرع الى شريانين رئيسيين و هما الشريان الأمامي و الشريان الخلفي الامر الذي قد يتطلب اجراء عملية قلب مفتوح.

 

في حين انه من الممكن تركيب شبكات قلبية في التضيقات من ٧٠٪؜ فما اكثر، الا و ان هناك حالات يُفضّل فيها اجراء عملية قلب مفتوح و زراعة الشرايين كبديل عن الشبكات القلبية، و نذكر من هذه الحالات ما يلي:

 

  1. وجود تضيقات متعددة في ٣ شرايين رئيسية و بالاخص مع وجود ضعف في عضلة القلب.
  2. وجود تضيقات حرجة في الشريان الجذعي الايسر و بالأخص مع وجود ضعف في عضلة القلب.
  3. وجود التكلُّسات الشديدة في الشرايين و التي قد تُعيق مرور و تركيب الشبكات القلبية.
  4. وجود التضيقات الشديدة على تفرعات شريانية صعبة و قد تكون خطيرة.
  5. وجود ترهلات شديدة او تكيُّسات في جدار الشرايين الذي يحول دون تركيب الشبكات القلبية.
  6. وجود أمراض شديدة في الصمامات القلبية و التي تستدعي اجراء عملية تبديل الصمام جراحيا.
  7. وجوب اجراء أي عملية قلب مفتوح لاي أسباب أخرى مثل الأسباب الخلقية و التشوهات الشريانية.

 

 

 

متى لا يفضّل تركيب الشبكة القلبية

 

 

هناك بعض الحالات التي قد يتم فيها اجراء القسطرة القلبية لدواعي طبية و يتم إيجاد فيها تضيق في الشرايين القلبية الرئيسيّة و بنسب تزيد عن ٦٠٪؜، الا انه قد يتم تأجيل تركيب الشبكات القلبية فيها، او انه قد يفضّل عدم تركيب الشبكات القلبية الا اذا كان المريض بحالة جلطة قلبية او الم صدري مستمر مسببا ارتفاع في انزيمات القلب. نذكر من هذه الحالات ما يلي:

 

  1. المرضى الذين يجب اجراء لهم عمليات جراحية غير قلبية، فيمكن تأجيل تركيب الشبكات لهؤلاء الأشخاص اذا كان هناك شريان واحد لا يسبب خطورة على الحياة. حيث قد يتعطل اجراء العملية الجراحية حين تناول مميعات الدم الخاصة بالشبكات حينها.
  2. المرضى المصابين بالأمراض الخبيثة المنتشرة (أمراض السرطان المنتشر) مع احتماليات ضئيلة للعيش اقل من عام واحد.
  3. المرضى كبار السن المقعدين او مرضى الجلطات الدماغية السابقة المؤدية الى عطل شديد و دائم في الأطراف و الدماغ، فلا يستفيد المريض من تركيب الشبكات حيث انه لا يستطيع المشي فلا تؤثر التضيقات الشريانية على القلب فلا تسبب الم في الصدر.

 

 

 

عمر الشبكة القلبية و العوامل المساعدة على تضيق الشبكة القلبية

 

 

يتسائل الكثير من الناس عن العمر الافتراضي للشبكة القلبية، و اذكر هنا انه لا يوجد عمر افتراضي للشبكة، فقد تدوم الشبكة لسنين طويلة جدا تصل الى اكثر من ١٠ سنوات و هي بحالة جيدة دون حدوث تضيقات في الشبكة او خثرات، و لكن في المقابل قد يحدث تخثر سريع و تضيقات شديدة خلال فترة وجيزة تكون اقل من عام.

 

اثبتت الدراسات الحديثة ان اهم العوامل التي تودي الى إبقاء الشبكة القلبية بحالة جيدة تدوم الى سنين طويلة هي تركيب الشبكة و إلصاقها بشكل جيد على جدار الشريان، و هذا ما نتميز به في إجرائنا بشكل حرفي، حيث نقوم على نفخ الشبكة جيدا بواسطة البالونات الموسعة و إلصاقها بشكل كامل على جدار الشريان.

 

من العوامل الأخرى المهمة أيضا لابقاء الشبكة بحالة جيدة هو استخدام الشبكات الحديثة المطلية دوائيا، حيث ان استخدام أنواع الشبكات الأخرى المذكورة سابقا قد يودي الى زيادة احتمالية تضيق الشبكات خلال فترة وجيزة.

 

ان الالتزام بالعلاجات الدوائية الخاصة بالشبكات القلبية، مثل مميعات الدم و مضادات الصفائح الخاصة، و الحديث منها، يزيد من عمر الشبكة القلبية و دوام فعاليتها الصحية بشكل جيد.

 

اما العوامل التي تقلل من عمر الشبكة مع زيادة احتمال تضيقها فنذكر منها ما يلي:

  1. عدم إلصاق الشبكة بشكل كامل على جدار الشريان القلبي.
  2. استخدام الشبكات غير المطلية دوائيا او الشبكات الذائبة او حتى الاكتفاء بنفخ الشريان بالبالون دون تركيب شبكة معدنية.
  3. عدم الالتزام بمضادات الصفائح الخاصة بالشبكات.
  4. تركيب الشبكات صغيرة القطر في الشرايين الصغيرة.
  5. وجود مرض السكري او قصور الكلى المزمن.
  6. تركيب الشبكات الطويلة نسبيا او تركيب عدة شبكات متداخلة مع بعضها البعض في نفس الشريان.
  7. تركيب الشبكات في أماكن تفرع الشرايين و تداخل الشبكات في نقاط التفرُّع.
  8. الاستمرار على التدخين بجميع أنواعه.

 

نسأل الله السلامة والعافية

 

إقرأ أيضاً عن :

ما هي الشبكة القلبية أو الدعامة القلبية

التحضير قبل القسطرة القلبية و تركيب الشبكات

ارتفاع ضغط الدم

أمراض القلب وتاثيرها على الرئة

أمراض الصمام التاجي وآلية علاجها

 

إحجز موعد مع الدكتور عمرو رشيد إضغط هنا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم الدكتور عمرو رشيد

اخصائي أمراض القلب و الشرايين
أخصائي قسطرة الأوعية الدموية و الشبكات
الاردن/ عمان/ حي الشميساني/ مقابل مستشفى الشميساني/ عمارة بلازا الشميساني
هاتف: ٠٧٧٥٦٦١٠٠٦ / ٠٦٥٦٦١٠٠٦

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *