fbpx

التصوير النووي للقلب

التصوير النووي للقلب

Contents

ما هو التصوير النووي للقلب؟

يُعدّ التصوير الّنووي جزءًا مهمًا من إجراءات الطب النّووي  (Nuclear Medicine)، الذي يساعد في تشخيص بعض الأمراض، عن طريق صورة شعاعية؛ ولكن في حالة التصوير النووي فإنّ المواد المواد المشعة المستخدمة عبارة عن عناصر مشعة خاصة تختلف عن تلك الموجودة في الأشعة السينية المستخدمة في الأشعة و القسطرة و التصوير الطبقي.

ما الفرق بين التصوير النووي والإشعاعي؟ 

في الحقيقة يكمن الفرق بينهما في أنّ التصوير الإشعاعي المستخدم في الأشعة السينية يركز على دراسة العضو والنسيج المصوّر تشريحيًا دون دراسة وظيفة العضو، بينما في التصوير النّووي يتم دراسة العضو والنسيج وظيفيًا و فسيولوجيًا؛

أمّا عن كيف تتم عملية التصوير النووي والإشعاعي فيما يأتي توضيح لذلك:

مبدأ عمل التصوير النووي

حيث يتم إعطاء العناصر المُشعة و إدخالها الى الجسد إما وريديًا أو عن طريق الفم وصولًا إلى العضو المراد تصويره، وبذلك يصبح العضو الذي أخذ العنصر المُشع هو العضو الذي يُصدر الإشعاع و تقوم كاميرا خاصة تدعى غاما كاميرا بالتقاط هذه الإشعاعات و تحليل وظيفة النسيج المدروس.

كما أنّ هناك عدة أنواع من العناصر المُشعة يختلف استخدامها باختلاف النسيج المراد دراسته، حيث ان كل نسيج له خاصية لاستقطاب عنصر معين إليه، و بذلك يمكن استخدام هذا النوع من التصوير لدراسة وظيفة كل من العظم، القلب، الرئة، الدماغ و غيرها.

 

 

 

التصوير النووي للقلب

صورة تُظهر الجاما كاميرا التي تقوم بالتقاط الإشعاع الصادر من العضو المراد دراسته

 

 

 

ملاحظة:  مع تطور العلم الحديث أصبح بالإمكان التصوير الشعاعي باستخدام الفوتونات و البوزيترون عبر فحص PET  و فحص SPECT؛ الذي يستخدم الأوكسجين، أو  الروبيديوم، أو نيترات الأمونيا كعناصر مشعة، إلا أن الكلفة العالية لاستخدام هذه الوسائل و الحاجة الى وجود الأنظمة المولُّدة لهذه الفوتونات داخل المؤسسة الطبية لقصر عمر الفوتونات و عدم القدرة لتخزينها لم يكن الاعتماد عليها واسعا الامر الذي حدد استخدامها بشكل كبير.

 

التصوير النووي للقلب: ما دوره؟

كما هو معروف ان العضلة القلبية يتم ترويتها بالشرايين التاجية المغذية للقلب، وأن وجود أي تضيق شديد في هذه الشرايين قد يوثر على الحركة الديناميكية الانقباضية و الانبساطية مؤديًا إلى ضعف في حركة الجدار القلبي.

و كما ذكرتُ سابقًا أن التصوير النووي يعتمد على دراسة وظيفة النسيج، فإن وصول الدم بشكل طبيعي إلى العضلة القلبية سيؤدي إلى وصول العنصر المُشع إلى القلب و الذي يتم اخذه من قبل خلايا القلب وبالتالي فإن وجود التضيقات الشديدة سيؤدي إلى نقص في تروية العضلة القلبية وعدم وصول العنصر المُشع إلى خلايا العضلة.

ويتم دراسة هذه التأثيرات عبر الجاما كاميرا و يتم عرض النتائج عن طريق الحاسوب، حيث تُظهر الصور دخول العنصر المُشع إلى داخل خلايا العضلة القلبية السليمة و التي يصلها تروية دموية جيدة، أما الجزء المصاب بنقص تروية من العضلة فلا يصل اليه العنصر المُشع، و بالتالي لا يصدر إشعاعًا ممّا يظهر بشكل واضح اعتلاله.

 

التصوير النووي للقلب

 

تُظهر الصورة دخول العنصر المُشع الى أجزاء العضلة القلبية السليمة كما هو مشار إليه في الصور العليا Normal أما الصور السفلى فتُظهر عدم دخول العنصر المُشع إلى أجزاء متعددة من العضلة القلبية و الذي يدل على نقص تروية شريانية و تضيق في شرايين القلب كما هو مشار  إليه Abnormal.

لماذا يُجرى فحص التصوير النووي للقلب؟

ليتم من خلال هذا الفحص الحصول على معلومات طبية متعددة تخص عضلة القلب و تروية عضلة القلب و من هذه المعلومات نذكر منها ما يلي:

معلومات تشخيصية:
مثل؛ تشخيص وجود تصلب في شرايين القلب و تضيقات شريانية شديدة تؤثر على عضلة القلب، كما ويتم خلال هذا الفحص تقييم حجم الحجرات القلبية و تشخيص أي ضعف في العضلة او حدوث أي توسع في جدران العضلة القلبية اثناء الجهد و الذي قد يشير الى وجود تصلب متعدد في الشرايين القلبية.

معلومات علاجية: 

إذ يساعد هذا الفحص على تشخيص  جدران العضلة الضعيفة و إن كان هناك أي فائدة مرجوة من فتح الشرايين المُغلقة سواء عن طريق الشبكات القلبية او عن طريق عملية القلب المفتوح  وهذا ما يدعى بتقييم حيوية للمنطقة الضعيفة  (reversibility and viability testing) .

فالمنطقة الحيوية من العضلة القلبية تقوم بأخذ العنصر المُشع إلى داخل الخلايا، و هذا يدل على أنه لا يزال بداخلها حياة، و بذلك سوف تستفيد العضلة من فتح الشريان المغذي لها.

بينما اذا لم يكن هناك أي أخذ لهذه العناصر المُشعة، فذلك يعني ان الجزء المصاب من جدار العضلة غير حيوي و لا يستفيد المريض من فتح الشريان المسدود.

 

خطوات التصوير النووي للقلب

  • يتم اجراء هذا الفحص في المراكز المتخصصة به او المستشفيات، و يتم إعطاء المريض بعض التعليمات قبل الإجراء  مثل:
    •  الصوم مدة ٦ ساعات قبل الإجراء مع إيقاف بعض أدوية القلب  مثل حاصرات بيتا و علاجات السكري؛ لكيلا تتسبب في  هبوط  سكر الدم خلال ساعات الصيام.
    • ارتداء ملابس مناسبة لإجراء فحص الجهد و الذي يتم إجرائه كجزء من الفحص إن لزم الأمر.
  • يتم تركيب إبرة وريدية (مغذي) في ذراع الشخص و يتم إعطاء العنصر المُشع وريديًا عبر المغذي حتى يصل إلى القلب؛ ويتم استخدام  واحد من نوعين من العناصر فقط؛ إما الثاليوم  (Thalium)، أو  التكنيشيوم (Technetium).
  • وبعد مرور ٢٠-٤٠ دقيقة من حقن المادة (وذلك لإعطاء وقت لترسُّب العنصر المُشع في نسيج القلب) يتم وضع المريض تحت جهاز الجاما كاميرا ليتم التقاط الإشعاع المنبعث من نسيج القلب.
  • يتم اجراء الفحص على مرحلتين، الأولى في حالة الراحة و الثانية في حالة الجهد.

مرحلة التصوير النووي في حالة الراحة

يتم تصوير المريض عبر الجاما كاميرا في البداية و هو في حالة الراحة، و من ثم يتم دراسة نسيج العضلة و البحث عن أي نقص تروية في العضلة القلبية قبل إجراء فحص الجهد. فان أظهرت الصور ان النسيج العضلي سليم و يتم ترويته جيدًا أثناء الراحة وذلك لأنّ فحص الجهد سيفيد في وجود أي تضيقات شديدة تستدعي التدخل.

مرحلة التصوير النووي في حالة الجهد

يتم إجراء فحص الجهد على مرحلتين: 

  • الأولى: عبر المشي على الحزام السيَّار و الذي تزداد سرعته تدريجيا او عن طري ق ركوب الدراجة.
  • الثانية:  عن طريق إعطاء علاجات دوائية تودي الى تسارع قلبي أو إلى توسع الشرايين السليمة و التي تعكس عدم توسع الشرايين المريضة و المتضيقة، و يدعى ذلك بفحص الجهد الدوائي؛ إذ يتم الاستعانة بفحص الجهد الدوائي في الحالات التي لا يستطيع فيها المريض المشي كما هو الحال في المرضى الذين لديهم أمراض في المفاصل.

 تحليل نتائج الصورة النووية للقلب  

إذا  أظهرت النتيجة أن هناك نقص تروية في حالة الراحة، فان ذلك يستدعي دراسة حيوية الجدار العضلي المصاب:

فإذا كان الجدار حيويًا، فذلك يعني أن الجدار سيتحسن مع فتح الشريان المغذي له وفي حال العكس فذلك يدل على أن ذلك الجزء من جدار العضلة  ميّت و متليف و لا يفيد فتح الشريان المغذي له، ففي حالات عدم أخذ العنصر المُشع لاحد جدران العضلة القلبية في وقت الراحة قبل فحص الجهد؛ فإن ذلك يدل على نقص تروية شديد و يجب دراسة حيوية الجدار، كما ويتم تقييم حيوية الجدار بإعطاء الثاليوم كعنصر مُشع و يتم تعزيز تركيز الثاليوم في الجسد بإعطاء جرعة إضافية بعد ٤ ساعات من الجرعة الأولى، و من ثم يتم تصوير المريض نوويا مرة أخرى بعد ١٨-٢٤ ساعة.

وبعد أخذ الصور في المرحلة الأولى من الراحة يتم وضع المريض على فحص الجهد و من ثم يتم إجراء التصوير النووي للقلب مرة أخرى مباشرةً بعد الجهد للحصول على نتيجة من الآتي:

  • فإذا أظهرت الصورة عدم وجود إشعاع من قبل جدار العضلة القلبي بعد مقارنته بالصور الأولى عند الراحة، فذلك يدل على وجود تضيق شرياني شديد يستدعي العلاج.
  • و إن كانت جميع جدران العضلة مشعة بعد الجهد و لم يتغير حالها مقارنتا بفحص الراحة، فذلك يدل على ان الشرايين جيدة ولا تستدعي التدخل العلاجي عبر القسطرة.

 

 

من المرشحين لفحص التصوير النووي للقلب؟

هناك فئتان أساسيتان يجب ان يتم إجراء الفحص لهم و هم:

  1. مرضى قصور الكلى: الذين يصعب اجراء القسطرة القلبية لهم حيث ان الصبغة المُعطاة في القسطرة قد تشكل خطورة على الكلى. ان العناصر المُشعة لا تشكل أي خطورة على الكلى و هو فحص آمن يمكن إجرائه لتشخيص وجود تصلب الشرايين لدى هؤلاء الفئة من الناس.
  2. مرضى تصلب الشرايين: الذين لديهم تضيقات شديدة او انسدادات كاملة في الشرايين و التي اثرت بدورها على جدار العضلة القلبية بشكل كبير، حيث أن دراسة حيوية المنطقة في هذا الشأن مهمة جدًا، فان أظهر الفحص أن الجدار حيوي فذلك يعني ان فتح الشريان سيودي إلى تحسن حركة الجدار و تحسن العضلة الضعيفة، و إن لم يكن حيويًا فذلك يدل على أن فتح الشريان لا يفيد.

هل الفحص النووي للقلب خطير؟ 

يعتبر هذا الفحص آمن جدًا؛ فكمية العنصر المُشع المُعطاة للمريض قليلة جدًا و لا يوجد أي تاثير شعاعي على المريض مستقبلًا.

ما الأعراض الجانبية للفحص النووي للقلب؟

قد تحدث بعض الاعراض كردة فعل عند بعض المرضى ولكن  هذه الأعراض ليست آثارًا جانبية مباشرةً من العنصر المشع، وإنما لها علاقة بالتوتر النفسي لإجراء الفحص و تحتفي هذه الاعراض بالكامل بعد الانتهاء من الفحص. ونذكر منها:

  • الغثيان.
  • التسارع.
  • الدوخة أثناء الفحص.
  • التحسس من العنصر المُشع فهو نادر جدا و لم تسجل إلى الآن حالات تحسس شديدة.

 

ما بعد اجراء فحص التصوير النووي للقلب

يُعدّ هذا الفحص آمن جدًا و ليس له مضاعفات تذكر كما ذكرت، و يمكن للشخص ممارسة حياته بشكل طبيعي جدا فورا من بعد الفحص، وينصح المريض بشرب كميات جيدة من الماء خلال الأيام القليلة الأولى من الفحص و ذلك للتخلص من العناصر المُشعة بعد الاجراء.

أما المرأة المرضع فيجب عليها التوقف عن الرضاعة بضعة ايّام و ذلك لترسب العنصر المُشع في الحليب، و يجب عليها التخلص من الحليب في الثدي في هذه الأيام.

المصادر: 

https://www.guidelinecentral.com/guidelines/specialty/nuclear_medicine/ 

https://www.cancer.gov/publications/dictionaries/cancer-terms/def/nuclear-medicine 

https://www.brighamandwomens.org/heart-and-vascular-center/procedures/cardiovascular-nuclear-medicine#:~:text=Cardiovascular%20nuclear%20medicine%2C%20a%20subspecialty,potential%20infection%20in%20the%20heart.

https://www.brighamandwomens.org/heart-and-vascular-center/procedures/cardiovascular-nuclear-medicine#:~:text=Cardiovascular%20nuclear%20medicine%2C%20a%20subspecialty,potential%20infection%20in%20the%20heart.

إقرأ أيضاً عن :

دواعي واسباب تركيب الشبكة القلبية

امراض القلب وتأثيرها على الرئة

ضيق التنفس وأسبابه

عدم انتظام دقات القلب

صمامات القلب 

 

إحجز موعد مع الدكتور عمرو رشيد إضغط هنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التصوير النووي للقلب

 

بقلم الدكتور عمرو رشيد

أخصائي أمراض القلب و الشرايين

أخصائي قسطرة الأوعية الدموية و الشبكات

هاتف:    ٠٧٧٥٦٦١٠٠٦   /   ٠٦٥٦٦١٠٠٦

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *